صفحة جزء
باب أحلت اللقطة اليسيرة

18636 عبد الرزاق ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد [ ص: 141 ] الخدري ، قال : كان لعلي من النبي صلى الله عليه وسلم دخلة ليست لأحد ، وكان للنبي صلى الله عليه وسلم من علي دخلة ليست لأحد غيره ، فكانت دخلة النبي صلى الله عليه وسلم من علي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدخل عليهم كل يوم ، فإن كان عندهم شيء ، قربوه إليه ، قال : فدخل يوما ، فلم يجد عندهم شيئا ، فقالت فاطمة حين خرج النبي صلى الله عليه وسلم : سوه قد كنا عودنا رسول الله صلى الله عليه وسلم 000 خرج النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصب شيئا فقال علي : اسكتي أيتها المرأة فرسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم بما في بيتك منك ، فقالت : اذهب عسى أن تصيب لنا شيئا أو تجد أحدا يسلفك شيئا ، فخرج فلم يجد ، فبينا هو في السوق يمشي وجد دينارا فأخذه ، ثم قال : من يعترف الدينار ؟ فلم يجد أحدا يعترفه ، فقال : والله ، إني لو أخذت هذا الدينار ، فاشتريت به طعاما ، وكان سلفا علي إن جاء صاحبه غرمته ، فعرض له رجل ، فباعه طعاما ، فلما استوفى عليه طعاما ، رد عليه الدينار ، فقال علي : قد أعطيتنا طعامك ، وأعطيتنا دينارا ، فلم يزل به الرجل ، حتى رد إليه الدينار ، فقالت فاطمة لعلي حين حدثها ذلك : أما استحييت أن تأخذ طعام الرجل والدينار ؟ قال : فرددته فأبى فلما فني [ ص: 142 ] ذلك الطعام ، خرج بذلك الدينار إلى السوق ، فعرض له ذلك الرجل ، فاشترى منه طعاما ، ثم رد إليه الدينار ، فقال له علي : أيها الرجل قد فعلت في هذا مرة خذ دينارك ، فلم يزل الرجل بعلي حتى رد إليه الدينار ، فلما ذكر ذلكعلي لفاطمة قالت : أيها الرجل استحي لا تعودن لهذا ، فلما فني ذلك الطعام ، خرج علي بذلك الدينار ، فعرض له ذلك الرجل ، فاشترى منه طعاما ، فأعطاه الرجل الدينار ، فرمى به علي ، والله لا آخذه فأخذه الرجل فذكروا شأنهم للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : " ذلك رزق سيق إليك ، لو لم تردده لقام بكم " .

التالي السابق


الخدمات العلمية