صفحة جزء
18748 أخبرنا عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، عن عمرو بن دينار ، قال : سمعت بجالة التميمي ، قال : وجد عمر بن الخطاب مصحفا في حجر غلام في المسجد فيه : " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أبوهم " ، فقال : " احككها يا غلام " ، فقال : والله لا أحكها وهي في مصحف أبي بن كعب فانطلق إلى أبي فقال له : " إني شغلني القرآن ، وشغلك الصفق بالأسواق إذ تعرض رداءك على عنقك بباب ابن العجماء " ، قال : ولم يكن عمر يريد أن يأخذ الجزية من المجوس حتى شهد عبد الرحمن بن عوف " أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذها من مجوس هجر " ، قال : وكتب عمر إلى جزء بن معاوية عم الأحنف بن قيس : " أن اقتل كل ساحر ، وفرق بين كل امرأة وحريمها في كتاب الله ، ولا يزمزمن " وذلك قبل أن يموت بسنة قال : فأرسلنا فوجدنا ثلاث سواحر ، فضربنا أعناقهن ، وجعلنا نسأل الرجل : من عندك ؟ فيقول : أمه ، أخته ، ابنته ، فيفرق بينهم ، وصنع جزء طعاما كثيرا ، وأعرض السيف في حجره ، وقال : لا يزمزمن أحد إلا ضربت عنقه ، فألقوا أخلة من فضة كانوا يأكلون بها ، حمل بغل ما سدهها ، قال : وأما شأن أبي بستان فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجندب : " جندب وما جندب يضرب ضربة يفرق بها بين الحق والباطل " فإذا أبو بستان [ ص: 182 ] يلعب في أسفل الحصن عند الوليد بن عقبة وهو أمير الكوفة والناس يحسبون أنه على سور القصر - يعني وسط القصر - فقال جندب : ويلكم أيها الناس أما يلعب بكم ، والله إنه لفي أسفل القصر ، إنما هو في أسفل القصر ، ثم انطلق ، واشتمل على السيف ، ثم ضربه ، فمنهم من يقول : قتله ، ومنهم من يقول : لم يقتله ، وذهب عنه السحر ، فقال أبو بستان : قد نفعني الله بضربتك وسجنه الوليد بن عقبة وتنقص ابن أخيه أثية وكان فارس العرب حتى حمل على صاحب السجن فقتله وأخرجه فذلك قوله :


أفي مضرب السحار يسجن جندب ويقتل أصحاب النبي الأوائل     فإن يك ظني بابن سلمى ورهطه
هو الحق يطلق جندب أو يقاتل

.

فنال من عثمان في قصيدته هذه ، فانطلق إلى أرض الروم ، فلم يزل بها يقاتل ، حتى مات لعشر سنوات مضين ، من خلافة معاوية وكان معاوية يقول : " ما أحد بأعز علي من أثية ، نفاه عثمان فلا أستطيع [ ص: 183 ] أؤمنه ولا أرده

" قال عبد الرزاق : " وأثية الذي قال الشعر وضرب أبا بستان الساحر " .

التالي السابق


الخدمات العلمية