صفحة جزء
20717 أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن حميد بن عبد الرحمن ، قال : حدثني المسور بن مخرمة أنه وفد على معاوية ، قال : فلما دخلت عليه - حسبت أنه قال : سلمت عليه - ثم [ ص: 345 ] قال : " ما فعل طعنك على الأئمة يا مسور ؟ " قال : قلت : ارفضنا من هذا ، أو أحسن فيما قدمنا له ، قال : " لتكلمن بذات نفسك " قال : فلم أدع شيئا أعيبه به إلا أخبرته به ، قال : " لا أبرأ من الذنوب فهل لك ذنوب تخاف أن تهلك إن لم يغفرها الله لك ؟ " ، قال : قلت : نعم ، قال : " فما يجعلك أحق بأن ترجو المغفرة مني ، فوالله لما ألي من الإصلاح بين الناس ، وإقامة الحدود ، والجهاد في سبيل الله ، والأمور العظام التي تحصيها أكثر مما تلي ، وإني لعلى دين يقبل الله فيه الحسنات ، ويعفو فيه عن السيئات ، والله مع ذلك ما كنت لأخير بين الله وغيره ، إلا اخترت الله على ما سواه " قال : ففكرت حين قال لي ما قال ، فوجدته قد خصمني ، فكان إذا ذكره بعد ذلك دعا له بخير .

التالي السابق


الخدمات العلمية