صفحة جزء
20720 أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن علي بن زيد بن جدعان ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم صلاة العصر بنهار ، ثم قام فخطبنا إلى أن غابت الشمس ، فلم يدع شيئا مما يكون إلى يوم القيامة إلا حدثناه ، حفظ ذلك من حفظه ، ونسي ذلك من نسيه ، وكان مما قال : " يا أيها الناس ، الدنيا خضرة حلوة ، وإن الله مستخلفكم فيها فناظر ، كيف تعملون ، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء ، ألا وإن لكل غادر لواء يوم القيامة بقدر غدرته ، ينصب عند استه بحذائه ، ولا غادر أعظم لواء من أمير عامة " ، قال : ثم ذكر الأخلاق فقال : " يكون الرجل سريع [ ص: 347 ] الغضب ، سريع الفيئة ، فهذه بهذه ، ويكون بطيء الغضب بطيء الفيئة ، فهذه بهذه ، فخيرهم بطيء الغضب سريع الفيئة ، وشرهم سريع الغضب بطيء الفيئة ، وإن الغضب جمرة في قلب ابن آدم توقد ، ألم تروا إلى حمرة عينيه ، وانتفاخ أوداجه ، فإذا وجد أحدكم ذلك فليجلس ، أو قال : ليلصق بالأرض " ، قال : ثم ذكر المطالبة ، فقال : " يكون الرجل حسن الطلب سيئ القضاء ، فهذه بهذه ، أو يكون حسن القضاء سيئ الطلب ، فهذه بهذه ، فخيرهم الحسن الطلب الحسن القضاء ، وشرهم السيئ الطلب السيئ القضاء " ، ثم قال : " إن الناس خلقوا على طبقات ، فيولد الرجل مؤمنا ويعيش مؤمنا ويموت مؤمنا ، ويولد الرجل كافرا ويعيش كافرا ويموت كافرا ، ويولد الرجل مؤمنا ويعيش مؤمنا ويموت كافرا ، ويولد الرجل كافرا ويعيش كافرا ويموت مؤمنا " ، ثم قال في حديثه : " وما شيء أفضل من كلمة عدل تقال عند سلطان جائر ، فلا يمنعن أحدكم اتقاء الناس أن يتكلم بالحق إذا رآه أو شهده " ثم بكى أبو سعيد فقال : قد والله منعنا ذلك ، ثم قال : " وإنكم تتمون سبعين أمة ، خيرها وأكرمها على الله " ثم دنت الشمس أن تغرب فقال : " وإنما ما بقي من الدنيا فيما مضى منها مثل ما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه " .

التالي السابق


الخدمات العلمية