صفحة جزء
6822 عبد الرزاق ، عن ابن جريج قال : أخبرت عن بعض الأنصار ، أن عمر بن الخطاب كتب إلى بعض عماله كتابا يعهد إليه : [ ص: 17 ] " خذ الصدقة من المسلمين طهرة لأعمالهم ، وزكاة لأموالهم ، وحكما من أحكام الله ، العداء فيها حيف ، وظلم للمسلمين ، والتقصير عنها مداهنة في الحق ، وخيانة للأمانة ، فادع الناس بأموالهم إلى أرفق المجامع ، وأقربها إلى مصالحهم ، ولا تحبس الناس أولهم لآخرهم ، فإن الرجز للماشية عليها شديدة ، عليها مهلات ، ولا تسقها مساقا يبعد بها الكلأ وردها فإذا أوقف الرجل عليك غنمه ، فلا تعتم من غنمه ، ولا تأخذ من أدناها ، وخذ الصدقة من أوسطها ، ولا تأخذ من رجل إن لم تجد في إبله السن التي عليه إلا تلك السن من شروى إبله ، أو قيمة عدل ، وانظر ذوات الدر ، والماخض مما تجب منه الصدقة فتنكب عنها عن مصالح المسلمين ، فإنها مال حاضرهم ، وزاد مغربهم - أو معديهم - وذخيرة زمانهم ، ثم اقسم للفقراء ، وابدأ بضعفة المسكنة ، والأيتام ، والأرامل ، والشيوخ ، فمن اجتمع لك من المساكين فكانوا أهل بيت يتعاقبون ، ويتحاملون فاقسم لهم ما كان من الإبل يتعاقبوه حملهم ، وإن كان من الغنم امنحهم ، ومن كان فذا فلا تنقص كل خمسة منهم من فريضة أو عشر شيئا إلى خمس عشرة من الغنم " .

التالي السابق


الخدمات العلمية