صفحة جزء
9230 عبد الرزاق ، عن ابن جريج قال : " بلغنا أن تبعا سار إلى الكعبة وهو يريد هدمها ، وسار معه أحبار اليهود حتى إذا كانوا بمر أو بسرف وإن رجالا من العلماء ليقولون : بلغ التنعيم أظلمت عليهم الأرض فدعا الأحبار فسألهم فقالوا : أحدثت نفسك في هذا البيت بشيء ؟ قال : نعم ، حدثت نفسي بهدمه قالوا : فلذلك كانت هذه الظلمة ، فعاهد الله تبع لئن تكشفن عنه تلك الظلمة ليعظمن الكعبة وليكسونها فكشف الله تلك الظلمة فسار تبع حتى إذا بلغ أنصاب الحرم نزل عن دابته ، ثم خلع نعليه تعظيما للحرم وتوبة مما أراد قال : حتى دخل مكة راجلا حافيا فطاف بالبيت وكسا الكعبة الوصائل فسترت بها ، ثم أنزل ثقله ومطبخه في [ ص: 154 ] شعب عبد الله بن عامر بن كريم ، فسمي المطابخ من ذلك اليوم إلى يوم الناس هذا ، وأنزل سلاحه في شعب عبد الله بن الزبير فسمي بقعيقعان من ذلك اليوم إلى يوم الناس ، وأنزل خيله في شعب بني مخزوم ، فسمي ذلك الشعبان أجياد الأصغر وأجياد الأكبر إلى يوم الناس هذا وذكروا أنه إنما أشار عليه بهدمالكعبة رجلان من هذيل ، فلما كشف الله تلك الظلمة أمر تبع بهما فأخرجا من الحرم وصلبا ، وقد زعم بعض علمائنا أن أول من كسى الكعبة إسماعيل النبي صلى الله عليه وسلم والله أعلم بذلك " .

قال عبد الرزاق : وسمعت أبي يحدث عن بعض مشيختهم نحوه .

التالي السابق


الخدمات العلمية