صفحة جزء
[ قتل أبي بن خلف ]

9731 عبد الرزاق ، عن معمر ، عن عثمان الجزري ، عن مقسم ، مولى ابن عباس قال معمر : وحدثني الزهري ببعضه قال : إن ابن أبي معيط وأبي بن خلف الجمحي التقيا فقال عقبة بن أبي معيط لأبي بن خلف وكانا خليلين في الجاهلية ، وكان أبي بن خلف [ ص: 356 ] أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فعرض عليه الإسلام ، فلما سمع ذلك عقبة قال : لا أرضى عنك حتى تأتي محمدا فتتفل في وجهه ، وتشتمه وتكذبه قال : فلم يسلطه الله على ذلك ، فلما كان يوم بدر أسر عقبة بن أبي معيط في الأسارى ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب أن يقتله فقال عقبة : يا محمد من بين هؤلاء أقتل ؟ قال : " نعم " قال : لم ؟ قال : " بكفرك وفجورك وعتوك على الله ورسوله " قال معمر : وقال مقسم : فبلغنا والله أعلم أنه قال : فمن للصبية ؟ قال : " النار " قال : فقام إليه علي بن أبي طالب فضرب عنقه .

وأما أبي بن خلف ، فقال : والله لأقتلن محمدا ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " بل أنا أقتله إن شاء الله " قال : فانطلق رجل ممن سمع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بن خلف فقيل : إنه لما قيل لمحمد صلى الله عليه وسلم ما قلت ؟ قال : " بل أنا أقتله إن شاء الله " فأفزعه ذلك ، وقال أنشدك بالله أسمعته يقول ذلك ؟ قال : نعم فوقعت في نفسه لأنهم لم يسمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قولا إلا كان حقا ، فلما كان يوم أحد خرج أبي بن خلف مع المشركين فجعل يلتمس غفلة النبي صلى الله عليه وسلم ليحمل عليه ، فيحول رجل من المسلمين بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه : " خلوا عنه " فأخذ الحربة فجزله بها يقول : رماه بها فيقع في [ ص: 357 ] ترقوته تحت تسبغة البيضة ، وفوق الدرع ، فلم يخرج منه كبير دم ، واحتقن الدم في جوفه ، فجعل يخور كما يخور الثور ، فأقبل أصحابه حتى احتملوه وهو يخور وقالوا : ما هذا فوالله ما بك إلا خدش ، فقال : " والله لو لم يصبني إلا بريقه لقتلني ، أليس قد قال : أنا أقتله إن شاء الله ، والله لو كان الذي بي بأهل ذي المجاز لقتلهم . قال : فما لبث إلا يوما أو نحو ذلك حتى مات إلى النار ، فأنزل الله فيه
ويوم يعض الظالم على يديه إلى قوله وكان الشيطان للإنسان خذولا .

التالي السابق


الخدمات العلمية