صفحة جزء
1590 - ذكر بلاء أيوب - عليه السلام -

4171 - حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد إملاء ، ثنا أحمد بن مهران ، ثنا شعيب بن الحكم بن أبي مريم ، ثنا نافع بن يزيد ، أخبرني عقيل بن خالد ، عن ابن شهاب ، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : " إن أيوب نبي الله لبث به بلاؤه خمس عشرة سنة ، فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه كانا من أخص إخوانه ، قد كانا يغدوان إليه ويروحان ، فقال أحدهما لصاحبه ذات يوم : نعلم والله لقد أذنب أيوب ذنبا ما أذنبه أحد من العالمين ، فقال له صاحبه : وما ذاك ؟ قال : منذ ثماني عشرة سنة لم يرحمه الله فكشف عنه ما به ، فلما راحا إلى أيوب لم يصبر الرجل حتى ذكر له ذلك ، فقال له أيوب : لا أدري ما تقول غير أن الله يعلم أني كنت أمر بالرجلين يتنازعان يذكران الله فأرجع إلى بيتي ، فأكفر عنهما كراهية أن يذكر الله إلا في حق ، وكان يخرج لحاجته ، فإذا قضى حاجته أمسكت امرأته بيده حتى بلغ ، فلما كان ذات يوم أبطأ عليها فأوحى الله إلى أيوب في مكانه أن اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب ، فاستبطأته فتلقته وأقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء وهو أحسن ما كان ، فلما رأته قالت : أي بارك الله فيك هل رأيت نبي الله هذا المبتلى ؟ والله على ذلك ما رأيت رجلا أشبه به منك إذ كان صحيحا ، قال : فإني أنا هو . قال : وكان له أنذران أنذر للقمح وأنذر للشعير ، فبعث الله سحابتين ، فلما [ ص: 469 ] كانت أحدهما على أنذر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض ، وأفرغت الأخرى في أنذر الشعير الورق حتى فاض " .

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .

التالي السابق


الخدمات العلمية