صفحة جزء
4707 - وقد رواه عن أنس جماعة من أصحابه زيادة على ثلاثين نفسا ، ثم صحت الرواية عن علي وأبي سعيد الخدري وسفينة . وفي حديث ثابت البناني عن أنس زيادة ألفاظ . كما حدثناه به الثقة المأمون أبو القاسم الحسن بن محمد بن الحسين بن [ ص: 104 ] إسماعيل بن محمد بن الفضل ابن علية بن خالد السكوني ، بالكوفة من أصل كتابه ، ثنا عبيد بن كثير العامري ، ثنا عبد الرحمن بن دبيس ، وحدثنا أبو القاسم ، ثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ، ثنا عبد الله بن عمر بن أبان بن صالح ، قالا : ثنا إبراهيم بن ثابت البصري القصار ، ثنا ثابت البناني ، أن أنس بن مالك - رضي الله عنه - كان شاكيا ، فأتاه محمد بن الحجاج يعوده في أصحاب له ، فجرى الحديث حتى ذكروا عليا - رضي الله عنه - فتنقصه محمد بن الحجاج ، فقال أنس : من هذا ؟ أقعدوني فأقعدوه ، فقال : يا ابن الحجاج ، ألا أراك تنقص علي بن أبي طالب والذي بعث محمدا - صلى الله عليه وآله وسلم - بالحق ، لقد كنت خادم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بين يديه ، وكان كل يوم يخدم بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - غلام من أبناء الأنصار ، فكان ذلك اليوم يومي فجاءت أم أيمن مولاة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بطير فوضعته بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " يا أم أيمن ما هذا الطائر ؟ " قالت : هذا الطائر أصبته فصنعته لك ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " اللهم جئني بأحب خلقك إليك وإلي يأكل معي من هذا الطائر " ، وضرب الباب ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " يا أنس انظر من على الباب " ، قلت : اللهم اجعله رجلا من الأنصار فذهبت ، فإذا علي بالباب ، قلت : إن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - على حاجة فجئت حتى قمت من مقامي فلم ألبث أن ضرب الباب ، فقال : " يا أنس ، انظر من على الباب " فقلت : اللهم اجعله رجلا من الأنصار ، فذهبت فإذا علي بالباب ، قلت : إن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - على حاجة ، فجئت حتى قمت مقامي ، فلم ألبث أن ضرب الباب ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " يا أنس اذهب فأدخله ، فلست بأول رجل أحب قومه ليس هو من الأنصار " ، فذهبت فأدخلته ، فقال : " يا أنس قرب إليه الطير " ، قال : فوضعته بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فأكلا جميعا ، قال محمد بن الحجاج : يا أنس ، كان هذا بمحضر منك ؟ قال : نعم ، قال : أعطي بالله عهدا ألا أنتقص عليا بعد مقامي هذا ، ولا أعلم أحدا ينتقصه إلا أشنت له وجهه .

التالي السابق


الخدمات العلمية