صفحة جزء
[ ص: 177 ] 1905 - فمنهم إياس بن معاذ الأشهلي رضي الله عنه ، توفي بمكة قبل الهجرة

4884 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق ، قال : حدثني الحصين بن عبد الرحمن بن سعد بن عمرو بن معاذ أخو أبي عبد الرحمن الأشهلي ، عن محمود بن لبيد ، أخي أبي عبد الله الأشهلي ، قال : لما قدم أبو الحيسر أنس بن رافع مكة ، ومعه فتية من بني عبد الأشهل ، فيهم إياس بن معاذ يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج فسمع بهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فأتاهم فجلس إليهم ، فقال : " هل لكم إلى خير مما جئتم له ؟ " قالوا : وما ذاك ؟ قال : " أنا رسول الله بعثني الله إلى العباد أدعوهم إلى أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا وأنزل علي الكتاب " ثم ذكر لهم الإسلام ، وتلا عليهم القرآن ، فقال إياس بن معاذ وكان غلاما حدثا : أي قوم هذا ؟ والله خير مما جئتم له ، قال : فأخذ أبو الحيسر حفنة من البطحاء ، فضرب بها وجه إياس بن معاذ ، وقال : دعنا منك فلعمري لقد جئنا لغير هذا ، فصمت إياس ، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وانصرفوا إلى المدينة ، فكانت وقعة بعاث بين الأوس والخزرج ، قال : ثم لم يلبث إياس بن معاذ أن هلك ، قال محمود بن لبيد : " فأخبرني من حضره من قومي عند موته أنهم لم يزالوا يسمعونه يهلل الله ويكبره ويحمده ويسبحه حتى مات ، قال : فما كانوا يشكون أن قد مات مسلما لقد كان استشعر الإسلام في ذلك المجلس حين سمع من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما سمع .

[ ص: 178 ] هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه .

التالي السابق


الخدمات العلمية