صفحة جزء
2040 - قصة إسلام خالد بن سعيد ومصائبه فيه

5131 - حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني ، ثنا الحسن بن الجهم ، ثنا الحسين بن [ ص: 274 ] الفرج ، ثنا محمد بن عمر ، حدثني جعفر بن محمد بن خالد بن الزبير ، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان ، قال : كان إسلام خالد قديما وكان أول إخوته أسلم قبل ، وكان بدء إسلامه أنه رأى في النوم أنه وقف به على شفير النار كأن أباه يدفعه منها ، ويرى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم آخذ بحقوته لا يقع ، ففزع من نومه ، فقال : أحلف بالله أن هذه الرؤيا حق ، فلقي أبا بكر بن أبي قحافة فذكر ذلك له ، فقال أبو بكر : أريد بك خير ، هذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فاتبعه فإنك ستتبعه وتدخل معه في الإسلام ، والإسلام يحجزك أن تدخل فيها وأبوك واقع فيها ، فلقي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو بأجياد ، فقال : يا محمد ، إلام تدعو ؟ فقال : " أدعو إلى الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وتخلع ما كنت عليه من عبادة حجر لا يضر ولا ينفع ، ولا يدري من عبده ممن لم يعبده " قال خالد : فإني أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد إنك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . وبإسلامه أرسل أبوه في طلبه من بقي من ولده ممن لم يسلم ورافعا مولاه ، فوجده فأتوا به أباه أبا أحيحة فأنبه وبكته وضربه بصريمة في يده حتى كسرها على رأسه ، ثم قال : اتبعت محمدا وأنت ترى خلاف قومه وما جاء به من عيب آلهتهم وعيبة من مضى من آبائهم ، فقال خالد : قد صدق والله واتبعته ، فغضب أبوه أبو أحيحة ونال منه وشتمه ، ثم قال : اذهب يا لكع حيث شئت والله لأمنعنك القوت ، فقال خالد : إن منعتني فإن الله عز وجل يرزقني ما أعيش به فأخرجه وقال لبنيه : لا يكلمه أحد منكم إلا صنعت به ما صنعت به ، فانصرف خالد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكان يكرمه ويكون معه .

التالي السابق


الخدمات العلمية