صفحة جزء
5278 - أخبرنا الحسن بن حكيم المروزي ، أنا محمد بن عمرو الفزاري ، ثنا عبدان بن عثمان ، أنا عبد الله بن المبارك ، أنا جرير بن حازم ، سمعت الحسن يحدث ، يقول : حضر أناس باب عمر وفيهم سهيل بن عمرو وأبو سفيان بن حرب والشيوخ من قريش ، فخرج آذنه فجعل يأذن لأهل بدر كصهيب وبلال وعمار ، قال : وكان والله بدريا وكان [ ص: 325 ] يحبهم ، وكان قد أوصى به ، فقال أبو سفيان : ما رأيت كاليوم قط ، أنه يؤذن لهذه العبيد ونحن جلوس لا يلتفت إلينا ، فقال سهيل بن عمرو : ويا له من رجل ما كان أعقله " أيها القوم إني والله قد أرى الذي في وجوهكم ، فإن كنتم غضابا فاغضبوا على أنفسكم ، دعي القوم ودعيتم ، فأسرعوا وأبطأتم ، أما والله لما سبقوكم به من الفضل فيما يرون أشد عليكم فوتا من بابكم هذا الذي تنافسون عليه " ثم قال : " إن هذا القوم قد سبقوكم بما ترون ، ولا سبيل لكم والله إلى ما سبقوكم إليه ، فانظروا هذا الجهاد فالزموه ، عسى الله عز وجل أن يرزقكم الجهاد والشهادة " ثم نفض ثوبه فقام فلحق بالشام قال الحسن : " صدق والله ، لا يجعل الله عبدا أسرع إليه كعبد أبطأ عنه .

التالي السابق


الخدمات العلمية