صفحة جزء
52 - وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ، وأبو بكر بن إسحاق الفقيه ، قالا : أنبأ بشر بن موسى ، قالا : ثنا عبد الله بن يزيد المقري ، ثنا سليمان بن المغيرة ، عن حميد بن هلال قال : أتاني أبو العالية أنا وصاحبا لي ، فقال : هلما فأنتما أشب وأوعى للحديث مني ، فانطلق بنا حتى أتينا نصر بن عاصم الليثي ، فقال : حدث هذين حديثك قال : نصر ، ثنا عقبة بن مالك ، وكان من رهطه قال : بعث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - سرية فأغاروا على قوم فشذ رجل من القوم فاتبعه رجل من السرية معه السيف شاهر ، فقال الشاذ من القوم : إني مسلم ، فلم ينظر فيها ، فضربه فقتله ، فنمى الحديث إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال قولا شديدا فبلغ القاتل ، فبينما رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يخطب إذ قال القاتل : يا رسول الله ، والله ما قال الذي قال إلا تعوذا من القتل ، فأعرض عنه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وعن من قبله من الناس وأخذ في خطبته ، ثم قال الثانية : يا رسول الله والله ما قال الذي قال إلا تعوذا من القتل ، فأعرض عنه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وعن من قبله من الناس وأخذ في خطبته ، ثم لم يصبر أن قال الثالثة : والله يا رسول الله ما قال الذي قال إلا تعوذا من القتل ، فأقبل عليه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - تعرف المساءة في وجهه ثم قال : " إن الله - عز وجل - أبى على من قتل مؤمنا " قالها ثلاثا .

هذا حديث مخرج مثله في المسند الصحيح لمسلم ، فقد احتج بنصر بن عاصم الليثي وسليمان بن المغيرة ، فأما عقبة بن مالك الليثي ، فإنه صحابي مخرج حديثه في كتب [ ص: 171 ] الأئمة في الوحدان ، وقد بينت شرطي في أول الكتاب بأني أخرج حديث الصحابة عن آخرهم ، إذا صح الطريق إليهم .

وقد تابع يونس بن عبيد سليمان بن المغيرة على روايته عن حميد على شرط مسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية