صفحة جزء
2184 - ذكر إسلام العباس رضي الله عنه واختلاف الروايات في وقت إسلامه

2185 - العبرة بموت أبي لهب ودفنه

5454 - حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ، من أصل كتابه ، ثنا أبو عمران موسى بن هارون الحافظ ، ثنا إسحاق بن راهويه ، وحدثني محمد بن صالح بن هانئ ، ثنا أبو سعيد محمد بن شاذان ، وإبراهيم بن أبي طالب ، ومحمد بن نعيم ، قالوا : ثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أنا وهب بن جرير ، قال : حدثني [ ص: 384 ] أبي ، قال : سمعت محمد بن إسحاق يقول : حدثني حسين بن عبد الله ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : " كنت غلاما للعباس بن عبد المطلب ، وكنت قد أسلمت ، وأسلمت أم الفضل ، وأسلم العباس ، وكان يكتم إسلامه مخافة قومه ، وكان أبو لهب قد تخلف عن بدر ، وبعث مكانه العاص بن هشام ، وكان له عليه دين ، فقال له : اكفني هذا الغزو ، وأترك لك ما عليك ، ففعل ، فلما جاء الخبر ، وكبت الله أبا لهب ، وكنت رجلا ضعيفا أنحت هذه الأقداح في حجرة ، فوالله إني لجالس في الحجرة أنحت أقداحي ، وعندي أم الفضل إذ الفاسق أبو لهب يجر رجليه أراه ، قال : عند طنب الحجرة وكان ظهره إلى ظهري ، فقال الناس : هذا أبو سفيان بن الحارث ، فقال أبو لهب : هلم إلي يا ابن أخي ، فجاء أبو سفيان حتى جلس عنده ، فجاء الناس ، فقاموا عليهما ، فقال : يا ابن أخي ، كيف كان أمر الناس ؟ فقال : لا شيء ، فوالله إن لقيناهم فمنحناهم أكتافنا يقتلوننا كيف شاءوا ، ويأسروننا كيف شاءوا ، وايم الله ما لمت الناس ، قال : ولم ، قال : رأيت رجالا بيضا على خيل بلق لا والله ما تليق شيئا ، ولا يقوم لها شيء ، قال : فرفعت طنب الحجرة ، فقلت : والله تلك الملائكة ، فرفع أبو لهب يده ، فضرب وجهي وثاورته ، فاحتملني فضرب بي الأرض حتى برك على صدري ، فقامت أم الفضل فاحتجزت ، ورفعت عمودا من عمد الحجرة فضربته به ، فعلقت في رأسه شجة منكرة ، وقالت : يا عدو الله ، استضعفته ، إن رأيت سيده غائبا عنه فقام ذليلا ، فوالله ما عاش إلا سبع ليال حتى ضربه الله بالعدسة فقتلته فلقد تركه ابناه ليلتين أو ثلاثة ما يدفنانه حتى أنتن ، فقال رجل من قريش لابنيه : ألا تستحيان إن أباكما قد أنتن في بيته ؟ فقالا : إنا نخشى هذه القرحة ، وكانت قريش تتقي العدسة كما تتقي الطاعون ، فقال رجل : انطلقا فأنا معكما ، قال : فوالله ما غسلوه إلا قذفا بالماء عليه من بعيد ، ثم احتملوه فقذفوه في أعلى مكة إلى جدار ، وقذفوا عليه الحجارة .

التالي السابق


الخدمات العلمية