صفحة جزء
2200 - محاكمة العباس وعمر بن الخطاب إلى حذيفة

5479 - أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي ، ثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن سليمان بن إبراهيم الإسكندراني ، بمصر ، ثنا أبو يحيى الضرير زيد بن الحسن البصري ، ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن جده ، عن عمر بن [ ص: 397 ] الخطاب ، أنه قال للعباس بن عبد المطلب رضي الله عنهما : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : " نزيد في المسجد " ودارك قريبة من المسجد ، فأعطناها نزدها في المسجد ، واقطع لك أوسع منها ، قال : لا أفعل ، قال : إذا أغلبك عليها ، قال : ليس ذاك لك فاجعل بيني وبينك من يقضي بالحق ، قال : ومن هو ؟ قال : حذيفة بن اليمان ، قال : فجاءوا إلى حذيفة فقصوا عليه ، فقال حذيفة : عندي في هذا خبر ، قال : وما ذاك ؟ قال : إن داود النبي صلوات الله عليه أراد أن يزيد في بيت المقدس ، وقد كان بيت قريب من المسجد ليتيم فطلب إليه فأبى فأراد داود أن يأخذها منه ، فأوحى الله عز وجل إليه إن أنزه البيوت عن الظلم لبيتي ، قال : فتركه ، فقال له العباس : فبقي شيء ، قال : لا ، قال : فدخل المسجد ، فإذا ميزاب للعباس شارع في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليسيل ماء المطر منه في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال عمر بيده ، فقلع الميزاب ، فقال : هذا الميزاب لا يسيل في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال له العباس والذي بعث محمدا بالحق إنه هو الذي وضع الميزاب في هذا المكان ، ونزعته أنت يا عمر ، فقال عمر : ضع رجليك على عنقي لترده إلى ما كان هذا ، ففعل ذلك العباس ، ثم قال العباس : قد أعطيتك الدار تزيدها في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فزادها عمر في المسجد ، ثم قطع للعباس دارا أوسع منها بالزوراء " هذا حديث كتبناه ، عن أبي جعفر ، وأبي علي الحافظ عليه ولم يكتبه إلا بهذا الإسناد ، والشيخان رضي الله عنهما لم يحتجا بعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وقد وجدت له شاهدا من حديث أهل الشام " .

التالي السابق


الخدمات العلمية