صفحة جزء
6277 - حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني ، ثنا الحسن بن الجهم ، ثنا الحسين بن الفرج ، ثنا محمد بن عمر ، قال : كان معقل بن سنان بن مظهر بن عركي بن فتيان بن سبيع بن بكر بن أشجع شهد الفتح مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

فحدثني أبو عبد الرحمن بن عثمان بن زياد الأشجعي ، عن أبيه ، قال : كان معقل بن سنان الأشجعي قد صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وحمل لواء قومه يوم الفتح ، وكان شابا طريا ، وبقي بعد ذلك حتى بعثه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ، وكان على المدينة ، فاجتمع معقل بن سنان ، ومسلم بن عقبة الذي يعرف بمسرف ، فقال معقل لمسرف وقد كان آنسه وحادثه إلى أن ذكر معقل يزيد بن معاوية ، فقال معقل : إني خرجت كرها لبيعة هذا الرجل ، وقد كان من القضاء والقدر خروجي إليه ، هو رجل يشرب الخمر ، ويزني بالحرم . ثم نال منه ، وذكر خصالا كانت فيه ، ثم قال لمسرف : أحببت أن أصنع ذلك عندك . فقال مسرف : أما أن أذكر ذلك لأمير المؤمنين يومي هذا فلا والله لا أفعل ، ولكن لله علي عهد وميثاق لا تمكنني يداي منك ولي عليك مقدرة إلا ضربت الذي فيه عيناك ، فلما قدم مسرف المدينة ، وأوقع بهم أيام الحرة ، وكان معقل بن سنان يومئذ صاحب المهاجرين ، فأتى به مسرف مأسورا ، فقال له : يا معقل بن سنان أعطشت ؟ قال : نعم ، أصلح الله الأمير . قال : خوضوا له مشربة بلور . قال : فخاضوها له ، فقال : أشربت ورويت ؟ قال : نعم . قال : أما والله لا تشتهي بعدها بما يفرح يا نوفل بن مساحق قم فاضرب عنقه ، فقام إليه فقتله صبرا ، وكانت الحرة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين ، فقال شاعر الأنصار :

ألا تلكم الأنصار تنعي سراتها وأشجع تنعي معقل بن سنان

.

التالي السابق


الخدمات العلمية