صفحة جزء
2696 - أعمال صعصعة قبل الإسلام

6621 - أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الحفيد ، ثنا محمد بن زكريا الغلابي ، ثنا العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سوية المنقري ، ثنا عبادة بن كريب ، حدثني الطفيل بن عمر الربعي ، عن صعصعة بن ناجية المجاشعي ، وهو جد الفرزدق بن غالب قال : قدمت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعرض علي الإسلام ، فأسلمت وعلمني آيات من القرآن ، فقلت : يا رسول الله إني عملت أعمالا في الجاهلية فهل لي فيها من أجر ؟ قال : " وما عملت ؟ " فقلت : ضلت ناقتان لي عشراوان ، فخرجت أتبعهما على جمل لي فرفع لي بيتان في فضاء من الأرض ، فقصدت قصدهما فوجدت في أحدهما شيخا كبيرا ، فقلت : أحسستم ناقتين عشراوين فأناديهما ، فقال مقسم بن دارم : قد أصبنا ناقتيك وبعناهما وقد نعش الله بهما [ ص: 802 ] أهل بيتين من قومك من العرب من مضر ، فبينما هو يخاطبني إذ نادته امرأة من البيت الآخر ولدت ولدت . قال : وما ولدت إن كان غلاما فقد شركنا في قومنا ، وإن كانت جارية فادفنيها ، فقالت جارية . فقلت : وما هذه المولودة ؟ قال : ابنة لي ، فقلت : إني أشتريها منك ، فقال : يا أخا بني تميم أتبيع ابنتك ، وإني رجل من العرب من مضر ؟ فقلت : إني لا أشتري منك رقبتها بل إنما أشتري منك روحها أن لا تقتلها . قال : بم تشتريها ؟ فقلت : بناقتي هاتين وولدهما . قال : وتزيدني بعيرك هذا ؟ قلت : نعم على أن ترسل معي رسولا ، فإذا بلغت إلى أهلي رددت إليه البعير ، فلما كان في بعض الليل فكرت في نفسي أن هذه مكرمة ما سبقني إليها أحد من العرب ، وظهر الإسلام وقد أحييت بثلاثمائة وستين من الموءودة أشتري كل واحدة منهن بناقتين عشراوين وجمل ، فهل لي في ذلك من أجر ؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " تم لك أجره إذ من الله عليك بالإسلام " قال عباد : ومصداق قول صعصعة قول الفرزدق :

وجدي الذي منع الوائدات فأحيا الوئيد فلم يؤد

.

التالي السابق


الخدمات العلمية