صفحة جزء
2764 - قصة عجيبة لأبي أمامة

6761 - حدثنا علي بن حمشاذ العدل ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني عبد الله بن سلمة بن عياش العامري ، ثنا صدقة بن هرمز ، عن أبي غالب ، عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : بعثني رسول الله إلى قومي أدعوهم إلى الله تبارك وتعالى ، وأعرض عليهم شرائع الإسلام ، فأتيتهم وقد سقوا إبلهم ، وأحلبوها ، وشربوا فلما رأوني ، قالوا : مرحبا بالصدي بن عجلان ، ثم قالوا : بلغنا أنك صبوت إلى هذا الرجل ، قلت : لا ولكن آمنت بالله وبرسوله ، وبعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إليكم أعرض عليكم الإسلام وشرائعه ، فبينا نحن كذلك إذ جاءوا بقصعة دم فوضعوها ، واجتمعوا عليها يأكلوها ، فقالوا : هلم يا صدي ، فقلت : ويحكم إنما أتيتكم من عند من يحرم هذا عليكم بما أنزله الله عليه ، قالوا : وما ذاك ؟ قلت : نزلت عليه هذه الآية : ( حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير ) إلى قوله : ( إلا ما ذكيتم ) فجعلت أدعوهم إلى الإسلام ويأبون ، فقلت لهم : ويحكم ائتوني بشيء من ماء ، فإني شديد العطش ، قالوا : لا ، ولكن ندعك تموت عطشا . قال : فاعتممت وضربت رأسي في العمامة ، ونمت في الرمضاء في حر شديد ، فأتاني آت في منامي بقدح زجاج لم ير الناس أحسن منه وفيه شراب لم ير الناس ألذ منه فأمكنني منها ، فشربتها فحيث فرغت من شرابي استيقظت ولا والله ما عطشت ولا عرفت عطشا بعد تلك الشربة ، فسمعتهم يقولون : أتاكم رجل من سراة قومكم فلم تمجعوه بمذقة . فأتوني بمذيقتهم ، فقلت : لا حاجة لي فيها إن الله تبارك وتعالى أطعمني وسقاني ، فأريتهم بطني فأسلموا عن آخرهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية