صفحة جزء
3174 - حكاية عابد عبد الله خمسمائة سنة فتوفي ساجدا .

7712 - أخبرني أحمد بن محمد بن سلمة العنزي ، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ، ثنا عبد الله بن صالح المقري ، ثنا سليمان بن هرم القرشي ، وحدثنا علي بن حمشاذ العدل ، ثنا عبيد بن شريك ، ثنا يحيى بن بكير ، ثنا الليث بن سعد ، عن سليمان بن هرم ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : خرج علينا النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فقال : " خرج من عندي خليلي جبريل آنفا فقال : يا [ ص: 356 ] محمد ، والذي بعثك بالحق إن لله عبدا من عبيده ، عبد الله - تعالى - خمسمائة سنة على رأس جبل في البحر عرضه وطوله ثلاثون ذراعا في ثلاثين ذراعا ، والبحر محيط به أربعة آلاف فرسخ من كل ناحية ، وأخرج الله - تعالى - له عينا عذبة بعرض الأصبع تبض بماء عذب فتستنقع في أسفل الجبل ، وشجرة رمان تخرج له كل ليلة رمانة فتغذيه يومه ، فإذا أمسى نزل فأصاب من الوضوء وأخذ تلك الرمانة فأكلها ثم قام لصلاته ، فسأل ربه - عز وجل - عند وقت الأجل أن يقبضه ساجدا ، وأن لا يجعل للأرض ولا لشيء يفسده عليه سبيلا حتى بعثه وهو ساجد قال : ففعل فنحن نمر عليه إذا هبطنا وإذا عرجنا ، فنجد له في العلم أنه يبعث يوم القيامة فيوقف بين يدي الله - عز وجل - فيقول له الرب : أدخلوا عبدي الجنة برحمتي ، فيقول : رب بل بعملي ، فيقول الرب : أدخلوا عبدي الجنة برحمتي ، فيقول : يا رب ، بل بعملي ، فيقول الرب : أدخلوا عبدي الجنة برحمتي ، فيقول : رب بل بعملي ، فيقول الله - عز وجل - للملائكة : قايسوا عبدي بنعمتي عليه وبعمله فتوجد نعمة البصر قد أحاطت بعبادة خمس مائة سنة وبقيت نعمة الجسد فضلا عليه فيقول : أدخلوا عبدي النار قال : فيجر إلى النار فينادي : رب برحمتك أدخلني الجنة ، فيقول : ردوه فيوقف بين يديه فيقول : يا عبدي ، من خلقك ولم تك شيئا ؟ فيقول : أنت يا رب ، فيقول : كان ذلك من قبلك أو برحمتي ؟ فيقول : بل برحمتك . فيقول : من قواك لعبادة خمس مائة عام ؟ فيقول : أنت يا رب ، فيقول : من أنزلك في جبل وسط اللجة وأخرج لك الماء العذب من الماء المالح وأخرج لك كل ليلة رمانة وإنما تخرج مرة في السنة ، وسألتني أن أقبضك ساجدا ففعلت ذلك بك ؟ فيقول : أنت يا رب ، فقال الله - عز وجل - : فذلك برحمتي وبرحمتي أدخلك الجنة ، أدخلوا عبدي الجنة فنعم العبد كنت يا عبدي ، فيدخله الله الجنة ، قال جبريل - عليه السلام - : إنما الأشياء برحمة الله - تعالى - يا محمد " .

هذا حديث صحيح الإسناد ، فإن سليمان بن هرم العابد من زهاد أهل الشام ، والليث بن سعد لا يروي عن المجهولين .

التالي السابق


الخدمات العلمية