صفحة جزء
3437 - المتحابون في الله لهم منابر من نور يغبطهم الشهداء

8345 - أخبرني محمد بن المؤمل ، ثنا الفضل بن محمد الشعراني ، ثنا نعيم بن [ ص: 601 ] حماد المروزي ، بمصر ، ثنا الفضل بن موسى ، ثنا عبد الأعلى بن أبي المساور ، عن عكرمة ، عن الحارث بن عميرة ، قال : قدمت من الشام إلى المدينة في طلب العلم ، فسمعت معاذ بن جبل - رضي الله عنه - ، يقول : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، يقول : " المتحابون في الله لهم منابر من نور يوم القيامة يغبطهم الشهداء .

فأقمت معه فذكرت له الشام وأهلها وأشعارها ، فتجهز إلى الشام فخرجت معه ، فسمعته يقول لعمرو بن العاص - رضي الله عنهما - لقد صحبت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وأنت أضل من حمار أهله ، فأصاب ابنه الطاعون وامرأته فماتا جميعا ، فحفر لهما قبرا واحدا فدفنا ، ثم رجعنا إلى معاذ وهو ثقيل فبكينا حوله ، فقال : " إن كنتم تبكون على العلم فهذا كتاب الله بين أظهركم فاتبعوه ، فإن أشكل عليكم شيء من تفسيره فعليكم بهؤلاء الثلاثة : عويمر أبي الدرداء ، وابن أم عبد ، وسلمان الفارسي ، وإياكم وزلة العالم ، وجدال المنافق .

فأقمت شهرا ثم خرجت إلى العراق فأتيت ابن مسعود - رضي الله عنه - ، فقال : " نعم الحي أهل الشام لولا أنهم يشهدون على أنفسهم بالنجاة " ، قلت : صدق معاذ ، قال : وما قال ؟ قلت : أوصاني بك وبعويمر ، أبي الدرداء ، وسلمان الفارسي ، وقال : وإياكم وزلة العالم وجدال المنافق ، ثم تنحيت ، فقال لي : يا ابن أخي ، إنما كانت زلة مني ، فأقمت عنده شهرا .

ثم أتيت سلمان الفارسي فسمعته يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " إن الأرواح جنود مجندة ، فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف " فأقمت عنده شهرا يقسم الليل ويقسم النهار بينه وبين خادمه " هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه .

التالي السابق


الخدمات العلمية