صفحة جزء
( 512 ) باب ذكر الخبر الدال على أن هذه الأخبار الثلاثة التي ذكرتها ليست بمتضادة ولا متهاترة " والدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة على ما أخبر ابن عباس ، ثم نقص ركعتين فكان يصلي إحدى عشرة ركعة من الليل على ما أخبر أبو سلمة عن عائشة ، ثم نقص من صلاة الليل ركعتين فكان يصلي من الليل تسع ركعات على ما أخبر عبد الله بن شقيق عن عائشة " .

1168 - ثنا مؤمل بن هشام اليشكري ، نا إسماعيل يعني ابن علية ، عن منصور بن عبد الرحمن وهو الغداني الذي يقال له : الأشل ، عن أبي إسحاق الهمداني ، عن مسروق ، أنه دخل على عائشة فسألها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : " كان يصلي ثلاث عشرة ركعة من الليل ، ثم إنه صلى إحدى عشرة ركعة ، ترك ركعتين ، ثم قبض حين قبض وهو يصلي من الليل بتسع ركعات ، آخر صلاته من الليل الوتر ، ثم ربما جاء إلى فراشه هذا ، فيأتيه بلال ، فيؤذنه بالصلاة .

قال أبو بكر : [ نأخذ ] بالأخبار كلها التي أخرجناها في " كتاب الكبير " ، في عدد صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل ، واختلاف الرواة في عددها كاختلافهم في هذه الأخبار التي ذكرتها في هذا الكتاب ، قد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في بعض الليالي أكثر مما يصلي في بعض ، فكل من أخبر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، أو من أزواجه ، أو غيرهن من النساء ، أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى من الليل عددا من [ ص: 578 ] الصلاة ، أو صلى بصفة ، فقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم تلك الصلاة في بعض الليالي ، بذلك العدد ، وبتلك الصفة ، وهذا الاختلاف من جنس المباح ، فجائز للمرء أن يصلي أي عدد أحب من الصلاة مما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلاهن ، وعلى الصفة التي رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلاها ، لا حظر على أحد في شيء منها " .

التالي السابق


الخدمات العلمية