صفحة جزء
1230 - ثنا يعقوب الدورقي ، ثنا معتمر ، عن خالد ، عن عبد الله وهو ابن شقيق ، عن عائشة قالت : " ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى قط إلا أن يقدم من سفر فيصلي ركعتين " . قال أبو بكر : " خبر ابن عمر من الجنس الذي أعلمت في غير موضع من كتبنا أن المخبر والشاهد الذي يجب قبول خبره وشهادته من يخبر برؤية الشيء وسماعه وكونه ، لا من ينفي الشيء ، وإنما يقول العلماء : لم يفعل فلان كذا ، ولم يكن كذا على المسامحة والمساهلة في الكلام ، وإنما يريدون [ ص: 608 ] أن فلانا لم يفعل كذا علمي ، وإن كذا لم يكن علمي ، وابن عمر إنما أراد أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يصلي الضحى إلا أن يقدم من غيبة أي لم أره صلى ، ولم يخبرني ثقة أنه كان يصلي الضحى إلا أن يقدم من غيبة " .

وهكذا خبر عائشة ، رواه كهمس بن الحسن والجريري جميعا ، عن عبد الله بن شقيق قال : قلت لعائشة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى ؟ قالت : " لا إلا أن يجيء من مغيبه " .

حدثناه الدورقي ، ثنا عثمان بن عمر ، نا كهمس ، ح وثنا سلم بن جنادة ، ثنا وكيع ، عن كهمس ، ح وثنا بندار ، ثنا سالم بن نوح ، نا الجريري ، ح وثنا يعقوب الدورقي ، ثنا ابن علية ، عن الجريري .

قال أبو بكر : " فهذه اللفظة التي في خبر كهمس والجريري من الجنس الذي أعلمت أنها تكلمت بها على المسامحة والمساهلة ، وإنما معناها ما قالوا في خبر خالد الحذاء : ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ، والدليل على صحة ما تأولت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد صلى صلاة الضحى في غير اليوم الذي كان يقدم فيه من الغيبة ، سأذكر هذه الأخبار في موضعها من هذا الكتاب إن شاء الله ، فالخبر الذي يجب قبوله ، ويحكم به هو خبر من أعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الضحى لا خبر من قال : إنه لم يصل " .

التالي السابق


الخدمات العلمية