صفحة جزء
( 651 ) باب البكاء والدعاء في السجود في صلاة الكسوف " .

1392 - أخبرنا أبو طاهر ، ثنا أبو بكر ثنا يوسف بن موسى ، ثنا جرير ، عن عطاء بن السائب ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو قال : " انكسفت الشمس يوما على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي ، فقام حتى لم يكد أن يركع ، ثم ركع حتى لم يكد يرفع رأسه ، ثم رفع رأسه فلم يكد أن يسجد ، ثم سجد فلم يكد أن يرفع رأسه ، فجعل ينفخ ويبكي ، ويقول : " رب ، ألم تعدني أن لا تعذبهم وأنا فيهم ؟ رب ، ألم تعدني أن لا تعذبهم ونحن نستغفرك ؟ " ، فلما صلى ركعتين انجلت الشمس ، فقام فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : " إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله فإذا [ ص: 680 ] انكسفا فافزعوا إلى ذكر الله " ، ثم قال : " لقد عرضت علي الجنة حتى لو شئت تعاطيت قطفا من قطوفها ، وعرضت علي النار فجعلت أنفخها ، فخفت أن يغشاكم ، فجعلت أقول : رب ، ألم تعدني أن لا تعذبهم وأنا فيهم ؟ رب ، ألم تعدني ألا تعذبهم وهم يستغفرون ؟ ، قال : فرأيت فيها الحميرية السوداء الطويلة صاحبة الهرة ، كانت تحبسها فلم تطعمها ولم تسقها ولا تتركها تأكل من خشاش الأرض ، فرأيتها كلما أدبرت نهشتها ، وكلما أقبلت نهشتها في النار ، ورأيت صاحب السبتيتين أخا بني دعدع ، يدفع في النار بعصا ذي شعبتين ، ورأيت صاحب المحجن في النار الذي كان يسرق الحاج بمحجنه ، ويقول : إني لا أسرق إنما يسرق المحجن ، فرأيته في النار متكئا على محجنه " .

التالي السابق


الخدمات العلمية