صفحة جزء
( 20 ) باب ذكر إنساء النبي - صلى الله عليه وسلم - وقت تلك الساعة بعد علمه إياها ، والدليل على أن العالم قد يخبر بالشيء ، ثم ينساه ويحفظه عنه بعض من سمعه منه ؛ لأن أبا موسى الأشعري ، وعمرو بن عوف المزني ، قد أخبرا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - تلك الساعة ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - قد أعلم أنه قد أنسيها ، وهذا من الجنس الذي كنت بينت في كتاب النكاح - أن العالم قد يحدث بالشيء ، ثم ينساه - عند ذكري طعن من طعن في خبر ابن جريج ، عن سليمان بن موسى ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لحكاية ابن علية ، عن ابن جريج قال : فذكرت ذلك لابن شهاب فلم يعرفه ( ح ) ، وخبر عمرو بن دينار ، عن أبي معبد ، عن ابن عباس كنا نعرف انقضاء صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالتكبير ، هو من هذا الجنس أيضا قال أبو معبد بعد ما سئل عنه : لا أعرفه ، وقد حدث به .

[ ص: 843 ] 1741 - أنا أبو طاهر ، نا أبو بكر ، نا محمد بن رافع ، نا سريج بن النعمان ، نا فليح ( ح ) ، وحدثنا أحمد بن الأزهر ، نا يونس بن محمد ، نا فليح ، عن سعيد بن الحارث ، عن أبي سلمة قال : قلت : والله لو جئت أبا سعيد فسألته عن هذه الساعة أن يكون عنده منها علم ، فأتيته . فذكر حديثا طويلا ، وقال : قلت : يا أبا سعيد ، إن أبا هريرة حدثنا عن الساعة التي في الجمعة ، فهل عندك منها علم ؟ فقال : سألنا النبي - صلى الله عليه وسلم - عنها ، فقال : " إني قد كنت أعلمتها ثم أنسيتها ، كما أنسيت ليلة القدر " ، ثم خرجت من عنده ، فدخلت على عبد الله بن سلام . فذكر الحديث بطوله " .

التالي السابق


الخدمات العلمية