صفحة جزء
( 39 ) باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها ، والدليل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما أمر بأن يشفع بعض الأذان لا كلها ، وأنه إنما أمر بأن يوتر بعض الإقامة لا كلها ، وأن اللفظة التي في خبر أنس إنما هي [ ص: 223 ] من أخبار ألفاظ العام التي يراد بها الخاص ، إذ جزء الأذان وتر لا شفع ؛ لأن المؤذن إنما يقول : لا إله إلا الله ، في آخر الأذان مرة واحدة . وكذلك المقيم يثني في الابتداء الله أكبر ، فيقوله مرتين ، وكذلك يقول : قد قامت الصلاة مرتين ، ويقول أيضا : الله أكبر الله أكبر مرتين .

370 - وأخبرنا الفقيه الإمام أبو الحسن علي بن المسلم ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا إسماعيل بن عبد الرحمن قال : أخبرنا أبو طاهر ، نا أبو بكر محمد بن عيسى ، نا سلمة - يعني ابن الفضل - ، عن محمد بن إسحاق قال : وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قدمها إنما يجتمع الناس إليه للصلاة بحين مواقيتها بغير دعوة ، فهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم – [ أن يجعل ] بوقا كبوق اليهود الذي يدعون به لصلواتهم ، ثم كرهه ، ثم أمر بالناقوس فنحت ليضرب به للمسلمين إلى الصلاة ، فبينما هم على ذلك أري عبد الله بن زيد بن عبد ربه أخو بالحارث بن الخزرج النداء ، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : له يا رسول الله ، إنه طاف بي هذه الليلة طائف مر بي رجل عليه ثوبان أخضران يحمل ناقوسا في يده ، فقلت : يا عبد الله أتبيع هذا الناقوس ؟ فقال : وما تصنع به ؟ قلت ندعو به إلى الصلاة ، فقال : ألا أدلك على خير من ذلك ؟ قلت : وما هو ؟ قال : تقول الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، حي على الصلاة ، حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، حي على الفلاح ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، ثم استأخر غير كثير ، ثم قال مثل ما قال ، وجعلها وترا ، إلا أنه قال قد قامت الصلاة ، قد قامت الصلاة ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، فلما خبرتها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إنها لرؤيا حق إن [ ص: 224 ] شاء الله ، فقم مع بلال فألقها عليه فإنه أندى صوتا منك " ، فلما أذن بها بلال سمع بها عمر بن الخطاب وهو في بيته فخرج إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يجر رداءه ، وهو يقول : يا نبي الله والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل ما رأى ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " فلله الحمد ، فذاك أثبت " .

قال محمد بن إسحاق : حدثني بهذا الحديث محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه ، عن أبيه ، هذا الحديث .

التالي السابق


الخدمات العلمية