صفحة جزء
586 - أخبرنا أبو طاهر ، نا أبو بكر ، نا بندار ، ويحيى بن حكيم قالا : حدثنا عبد الوهاب - وهو الثقفي - ، حدثنا أيوب ، عن أبي قلابة ، حدثنا مالك بن الحويرث قال : أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن شببة متقاربون ، فأقمنا عنده عشرين ليلة ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما رفيقا ، فلما ظن أنا قد اشتهينا أهلينا واشتقنا ، سألنا عما تركنا بعدنا فأخبرناه ، فقال : " ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم " ، وذكر أشياء أحفظها وأشياء لا أحفظها ، " وصلوا كما رأيتموني أصلي ، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكبركم " . [ ص: 322 ] هذا لفظ حديث بندار .

قال أبو بكر : فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم مالك بن الحويرث والشببة الذين كانوا معه أن يصلوا كما رأوا النبي صلى الله عليه وسلم يصلي .

[ و ] قد أعلم مالك بن الحويرث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه إذا كبر في الصلاة ، وإذا ركع ، وإذا رفع رأسه من الركوع ، ففي هذا ما دل على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر برفع اليدين ، إذا أراد المصلي الركوع ، وإذا رفع رأسه من الركوع .

وكل لفظة رويت في هذا الباب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه إذا ركع فهو من الجنس الذي أعلمت أن العرب قد توقع اسم الفاعل على من أراد الفعل قبل أن يفعله ، كقول الله : ياأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم الآية ، فإنما أمر الله عز وجل بغسل أعضاء الوضوء إذا أراد أن يقوم المرء إلى الصلاة لا بعد القيام إليها ، فمعنى قوله : إذا قمتم إلى الصلاة أي إذا أردتم القيام إليها ، فكذلك معنى قوله : يرفع يديه إذا ركع ، أي إذا أراد الركوع كخبر علي بن أبي طالب ، وابن عمر اللذين ذكراهما وإذا أراد أن يركع .

خرجنا هذه الأخبار بتمامها في " كتاب الكبير " ، وكذلك قوله : فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم إنما أمر بالسلام إذا أراد الدخول لا بعد دخول البيت ، هذه لفظة إذا جمعت من الكتاب والسنة طال الكتاب بتقصيها .

التالي السابق


الخدمات العلمية