صفحة جزء
958 - كذلك ثنا أبو موسى ، نا إسحاق الأزرق ، ثنا سفيان الثوري ، عن عبد العزيز بن رفيع قال : [ ص: 473 ] سألت أنس بن مالك قلت : أخبرني بشيء عقلته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أين صلى الظهر يوم التروية ؟ قال : بمنى .

قال أبو بكر : قلت : فأقام صلى الله عليه وسلم بقية يوم التروية بمنى ، وليلة عرفة ، ثم غداة عرفة ، فسار إلى الموقف بعرفات ، يجمع بين الظهر والعصر به ، ثم سار إلى الموقف ، فوقف على الموقف حتى غابت الشمس ، ثم دفع حتى رجع إلى المزدلفة ، فجمع بين المغرب والعشاء بالمزدلفة وبات فيها حتى أصبح ، ثم صلى الصبح بالمزدلفة ، وسار ورجع إلى منى ، فأقام بقية يوم النحر ، ويومين من أيام التشريق ، وبعض الثالث من أيام التشريق بمنى ، فلما زالت الشمس من أيام التشريق رمى الجمار الثلاث ، ورجع إلى مكة ، فصلى الظهر والعصر من آخر أيام التشريق ، ثم المغرب والعشاء ، ثم رقد رقدة بالمحصب ، فهذه تمام عشرة أيام جميع ما أقام بمكة ومنى في المرتين وبعرفات ، فجعل أنس بن مالك كل هذا إقامة بمكة ، وليس منى ولا عرفات من مكة ، بل هما خارجان من مكة وعرفات خارج من الحرم أيضا ، فكيف يكون ما هو خارج من الحرم من مكة ؟ . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ذكر مكة وتحريمها : " إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض ، فهي حرام بحرام الله إلى يوم القيامة ، لا ينفر صيدها ، ولا يعضد شجرها ، ولا يختلى خلاها " . فلو كانت عرفات من مكة لم يحل أن يصاد بعرفات صيد ، ولا يعضد بها شجر ولا يختلى بها خلاء ، وفي إجماع أهل الصلاة على أن عرفات خارجة من الحرم ما بان وثبت أنها ليست من مكة ، وإن ما كان اسم مكة يقع على جميع الحرم فعرفات خارجة من مكة لأنها خارجة من الحرم ومنى باين من بناء مكة وعمرانها ، وقد يجوز أن يكون اسم مكة يقع على جميع الحرم فمنى داخل في الحرم ، وأحسب خبر عائشة دالا على أن ما كان من وراء البناء المتصل بعضه ببعض ليس من مكة ، وكذلك خبر ابن عمر

التالي السابق


الخدمات العلمية