صفحة جزء
[ ص: 486 ] ( 397 ) باب الرخصة في الصلاة ماشيا عند طلب العدو " .

982 - أنا أبو طاهر ، نا أبو بكر نا محمد بن يحيى ، نا أبو معمر ، نا عبد الوارث ، نا محمد بن إسحاق ، عن محمد بن جعفر بن الزبير ، عن ابن عبد الله بن أنيس ، عن أبيه قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خالد بن سفيان بن نبيح الهذلي ، وبلغه أنه يجمع له ، وكان بين عرنة وعرفات قال لي : " اذهب فاقتله " قال : قلت : يا رسول الله ، صفه لي قال : " إذا رأيته أخذتك قشعريرة ، لا عليك أن لا أصف لك منه غير هذا " قال وكان رجلا أرب وأشعر قال : انطلقت حتى إذا دنوت منه حضرت الصلاة ، صلاة العصر قال : قلت إني لأخاف أن يكون بيني ما أن أؤخر الصلاة ، فصليت وأنا أمشي أومئ إيماء نحوه ، ثم انتهيت إليه ، فوالله ما عدا أن رأيته اقشعررت ، وإذا هو في ظعن له - أي في نسائه - فمشيت معه ، فقال : من أنت ؟ قلت : رجل من العرب بلغني أنك تجمع لهذا الرجل فجئتك في ذاك ، فقال : إني لفي ذاك قال : قلت في نفسي : ستعلم قال : فمشيت معه ساعة حتى إذا أمكنني علوته بسيفي حتى برد ، ثم قدمت المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبرته الخبر ، فأعطاني مخصرا – يقول عصا - فخرجت به من عنده ، فقال لي أصحابي : ما هذا الذي أعطاكه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : قلت : مخصرا قالوا : وما تصنع به ، ألا سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أعطاك هذا ، وما تصنع به ؟ عد إليه ، فاسأله قال : فعدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله ، المخصر أعطيتنيه لماذا ؟ قال : " إنه بيني وبينك يوم القيامة ، وأقل الناس يومئذ المختصرون " قال : فعلقها في سيفه ، لا يفارقه ، فلم يفارقه ما كان حيا ، [ ص: 487 ] فلما حضرته الوفاة أمرنا أن تدفن معه قال : فجعلت والله في كفنه

التالي السابق


الخدمات العلمية