صفحة جزء
2835 \ 77 - نا أبو بكر أحمد بن نصر بن سندويه البندار حبشون ، نا يوسف بن موسى ، نا جرير بن عبد الحميد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : كاتبت بريرة على نفسها بتسع أواق ، كل سنة أوقية ، فجاءت إلى عائشة تستعينها ، فقالت عائشة : لا ولكن إن شئت عددت لهم ما لهم عدة واحدة ، ويكون الولاء لي ، فذهبت بريرة إلى أهلها ، فذكرت ذلك لهم فأبوا عليها إلا أن يكون الولاء لهم ، فجاءت عائشة ، وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسارتها بما قالت لهم فقالت عائشة : لا إذن إلا أن يكون الولاء لي ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : وما ذاك ؟ فقالت : يا رسول الله ، أتتني بريرة تستعينني في مكاتبتها ، فقلت : لا ؛ إن شاء أهلك أن أعد لهم مالهم عدة واحدة ويكون الولاء لي ، فذهبت إليهم ، فقالوا : لا إلا أن يكون الولاء لنا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ابتاعيها فأعتقيها واشترطي لهم الولاء ؛ فإن الولاء لمن أعتق " فاشتريتها فأعتقتها ، ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : " ما بال أقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله تعالى ؛ تعلموا بأن من اشترط شرطا ليس في كتاب الله تعالى فإن الشرط باطل ، وإن كان مائة شرط ، قضاء الله أحق ، وشرط الله أوثق ، ما بال رجال منكم يقولون : أعتق فلانا والولاء لي ، إنما الولاء لمن أعتق " . قالت : وكان زوجها عبدا ، فخيرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاختارت نفسها ولو كان حرا لم يخيرها .

[ ص: 599 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية