صفحة جزء
2944 \ 186 - حدثنا أبو عبيد القاسم بن إسماعيل ، نا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان ، نا ابن نمير ، عن يزيد بن زياد بن أبي الجعد ، نا أبو صخرة جامع بن شداد ، عن طارق بن عبد الله المحاربي قال : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرتين مرة بسوق ذي المجاز ، وأنا في بياعة لي هكذا قال : أبيعها فمر وعليه حلة حمراء وهو ينادي بأعلى صوته : يا أيها الناس قولوا : لا إله إلا الله تفلحوا ، ورجل يتبعه بالحجارة قد أدمى كعبيه وعرقوبيه وهو يقول : يا أيها الناس لا تطيعوه ؛ فإنه كذاب ، قلت : من هذا ؟ فقالوا : هذا غلام بني عبد المطلب ، قلت : من هذا الذي يتبعه يرميه ؟ قالوا : هذا عمه عبد العزى وهو أبو لهب ، فلما ظهر الإسلام وقدم [ ص: 640 ] المدينة أقبلنا في ركب من الربذة وجنوب الربذة ، حتى نزلنا قريبا من المدينة ومعنا ظعينة لنا قال : فبينا نحن قعود إذ أتانا رجل عليه ثوبان أبيضان ، فسلم فرددنا عليه ، فقال : من أين أقبل القوم ؟ قلنا : من الربذة وجنوب الربذة قال : ومعنا جمل أحمر قال : تبيعوني جملكم ؟ قلنا : نعم قال : بكم ؟ قلنا : بكذا وكذا صاعا من تمر قال : فما استوضعنا شيئا ، وقال : قد أخذته ، ثم أخذ برأس الجمل حتى دخل المدينة فتوارى عنا ، فتلاومنا بيننا ، وقلنا : أعطيتم جملكم من لا تعرفونه ، فقالت الظعينة : لا تلاوموا ، فقد رأيت وجه رجل ما كان ليحقركم ، ما رأيت وجه رجل أشبه بالقمر ليلة البدر من وجهه ، فلما كان العشاء أتانا رجل فقال : السلام عليكم ، أنا رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليكم ، وإنه أمركم أن تأكلوا من هذا حتى تشبعوا ، وتكتالوا حتى تستوفوا قال : فأكلنا حتى شبعنا ، واكتلنا حتى استوفينا ، فلما كان من الغد دخلنا المدينة ، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائم على المنبر يخطب الناس وهو يقول : " يد المعطي العليا ، وابدأ بمن تعول أمك وأباك ، وأختك وأخاك ، وأدناك أدناك ، فقام رجل من الأنصار فقال : يا رسول الله ، هؤلاء بنو ثعلبة بن يربوع الذين قتلوا فلانا في الجاهلية ، فخذ لنا بثأرنا فرفع يديه حتى رأيت بياض إبطيه ، فقال : ألا لا يجني والد على ولد " .

التالي السابق


الخدمات العلمية