صفحة جزء
2978 \ 220 - ثنا عبد الملك بن أحمد بن نصر الدقاق ، والحسين بن إسماعيل قالا : نا محمد بن عمرو بن العباس الباهلي ، نا عبد الأعلى ، عن محمد بن إسحاق ، نا نافع : أن عبد الله بن عمر حدثه أن رجلا من الأنصار كان بلسانه لوثة ، وكان لا يزال يغبن في البيوع ، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له ، فقال : " إذا بعت فقل : لا خلابة مرتين " . قال محمد : وحدثني محمد بن يحيى بن حبان قال : هو جدي منقذ بن عمرو ، وكان رجلا قد أصابته آمة في رأسه [ ص: 655 ] فكسرت لسانه ونازعته عقله ، وكان لا يدع التجارة ولا يزال يغبن ، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له ؟ فقال : " إذا بعت فقل : لا خلابة ، ثم أنت في كل سلعة تبتاعها بالخيار ثلاث ليال ، فإن رضيت فأمسك ، وإن سخطت فارددها على صاحبها " وقد كان عمر عمرا طويلا ، عاش ثلاثين ومائة سنة ، وكان في زمن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - حين فشا الناس وكثروا ، يتبايع البيع في السوق ويرجع به إلى أهله ، وقد غبن غبنا قبيحا ، فيلومونه ، ويقولون : لم تبتاع ؟! فيقول : فأنا بالخيار إن رضيت أخذت ، وإن سخطت رددت ، قد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جعلني بالخيار ثلاثا ، فيرد السلعة على صاحبها من الغد وبعد الغد ، فيقول : والله لا أقبلها ، قد أخذت سلعتي ، وأعطيتني دراهم قال : يقول : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد جعلني بالخيار ثلاثا ، فكان يمر الرجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيقول للتاجر : ويحك ! إنه قد صدق إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد كان جعله بالخيار ثلاثا . قال : ونا محمد بن إسحاق ، نا محمد بن يحيى بن حبان قال : ما علمت ابن الزبير جعل العهدة ثلاثا إلا لذلك ، من أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في منقذ بن عمرو .

التالي السابق


الخدمات العلمية