صفحة جزء
4528 \ 152 - حدثنا أبو عبد الله بن المحرم ، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا محمد بن إسحاق السمري ، نا مروان بن جعفر السمري ، حدثني أبي ، أن المغيرة بن شعبة ومصقلة بن هبيرة الشيباني تنازعا بالكوفة ، ففخر المغيرة بمكانه من معاوية على مصقلة ، فقال له مصقلة : والله لأنا أعظم عليه حقا منك . قال له المغيرة : ولم ؟ قال له مصقلة : لأني فارقت علي بن أبي طالب عليه السلام في المهاجرين والأنصار ووجوه أهل العراق ، ولحقت بمعاوية فضربت معه بسيفي ، واستعملني علي على البحرين ، فأعتقت له بني سامة بن لؤي بن غالب ، بعد ما ملكت رقابهم وأبيحت حرمتهم ، وأنت مقيم بالطائف تناغي نساءك وترشح أطفالك ، طويل اللسان قصير اليد ، تلقي بالمودة من مكان بعيد ، حتى إذا [ ص: 494 ] استقامت الأمور غلبتنا عليه . فقال له المغيرة : والله يا مصقلة ما زلت منذ اليوم تكثر الحز وتخطئ المفاصل : أما تركك عليا فقد فعلت فلم تؤنس أهل الشام ولم توحش أهل العراق ، وأما قولك في عتق بني سامة بن لؤي فإنما أعتقهم ثقة علي رضي الله عنه بك ، والله ما صبرت لهم نفسك ، ولا أعتقتهم من مالك ، وأما مقامي بالطائف فقد أبلاني الله تعالى في الخفض ما لم يبلك في الطعن ، ولله تعالى علينا نعم ، فإن أنت عاديتنا فإن الله عز وجل من ورائك .

التالي السابق


الخدمات العلمية