صفحة جزء
4 - باب : في ذكر أذان أبي محذورة ، واختلاف الروايات فيه .

889 \ 1 - حدثنا أبو بكر النيسابوري ، ثنا أبو حميد المصيصي ، ثنا حجاج ، [ ص: 514 ] عن ابن جريج ، ح : وحدثنا أبو بكر النيسابوري ، ثنا العباس بن محمد ، وأبو أمية ، ومحمد بن إسحاق ، وغيرهم ، قالوا : حدثنا روح ، عن ابن جريج ، ح : وحدثنا أبو بكر ، ثنا الربيع بن سليمان ، ثنا الشافعي ، ثنا مسلم بن خالد ، عن ابن جريج ، أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة أن عبد الله بن محيريز أخبره - وكان يتيما في حجر أبي محذورة - حين جهزه إلى الشام - قال : فقلت لأبي محذورة : أي عم ، إني خارج إلى الشام ، وإني أخشى أن أسأل عن تأذينك ؟ فأخبرني . قال : نعم ، خرجت في نفر ، فكنا في بعض طريق حنين ، فقفل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حنين ، فلقينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض الطريق ، فأذن مؤذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالصلاة ، فقال : فسمعنا صوت المؤذن ونحن متنكبون فصرخنا نحكيه ، ونستهزئ به ، فسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - الصوت ، فأرسل إلينا إلى أن وقفنا بين يديه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أيكم الذي سمعت صوته قد ارتفع ؟ " . فأشار [ ص: 515 ] القوم كلهم إلي ، وصدقوا ، فأرسل كلهم وحبسني ، فقال : " قم فأذن بالصلاة " . فقمت ولا شيء أكره إلي من النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وما يأمرني به ، فقمت بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فألقى علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التأذين هو بنفسه ، فقال : " قل : الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، أشهد أن محمدا رسول الله " ثم قال لي : " ارجع فامدد من صوتك " . ثم قال لي : " قل : أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، حي على الصلاة ، حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، حي على الفلاح ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله " . ثم دعاني حين قضيت التأذين ، وأعطاني صرة فيها شيء من فضة ، ثم وضع يده على ناصية أبي محذورة ، ثم أمرها على وجهه ، ثم أمر بين ثدييه ، ثم على كبده ، حتى بلغت يده سرة أبي محذورة ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " بارك الله فيك ، وبارك عليك " . فقلت : يا رسول الله ، مرني بالتأذين بمكة . فقال : " قد أمرتك به " وذهب كل شيء كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كراهية ، وعاد ذلك كله محبة للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقدمت على عتاب بن أسيد عامل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأذنت بالصلاة عن أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . قال ابن جريج : فأخبرني من أدركت من آل أبي محذورة على نحو ما أخبرني ابن محيريز . هذا حديث الربيع ولفظه .

التالي السابق


الخدمات العلمية