صفحة جزء
باب العمل في الدعاء

حدثني يحيى عن مالك عن عبد الله بن دينار قال رآني عبد الله بن عمر وأنا أدعو وأشير بأصبعين صبع من كل يد فنهاني
9 - باب العمل في الدعاء

503 506 - ( مالك ، عن عبد الله بن دينار قال : رآني عبد الله بن عمر ) ابن الخطاب ( وأنا أدعو وأشير بأصبعين أصبع من كل يد ، فنهاني ) ; لأن الواجب في الدعاء أن يكون إما باليدين [ ص: 58 ] وبسطهما على معنى التضرع والرغبة ، وإما أن يشير بأصبع واحدة على معنى التوحيد قاله الباجي ، أي الواجب من جهة الأدب .

والنهي مأخوذ من قول سعد بن أبي وقاص : " مر النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وأنا أدعو بأصبعي فقال : أحد أحد " وأشار بالسبابة ، أخرج الترمذي ، وصححه الحاكم ، ورواه النسائي والترمذي وقال : حسن . وصححه الحاكم عن أبي هريرة . " أن رجلا كان يدعو بأصبعيه فقال ، صلى الله عليه وسلم : أحد أحد " بفتح الهمزة وكسر المهملة الثقيلة والجزم ، وكرره للتأكيد ، ولا يعارضه خبر الحاكم عن سهل : " ما رأيت النبي ، صلى الله عليه وسلم ، شاهرا يديه يدعو على منبره ولا غيره إلا كان يجعل أصبعيه بحذاء منكبيه ويدعو " ; لأن الدعاء له حالات ، أو لأن هذا إخلاص أيضا ; لأن فيه رفع أصبع واحدة من كل يد ، أو لبيان الجواز ، على أن حديث سعد حمله بعضهم على الرفع في الاستغفار لما في أبي داود عن ابن عباس مرفوعا : المسألة : رفع يديك حذو منكبيك ، والاستغفار : أن تشير بأصبع واحدة ، والابتهال : أن تمد يديك جميعا . وزعم بعضهم أن ذلك كان في التشهد لا دليل عليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية