صفحة جزء
وحدثني عن مالك عن العلاء بن عبد الرحمن قال دخلنا على أنس بن مالك بعد الظهر فقام يصلي العصر فلما فرغ من صلاته ذكرنا تعجيل الصلاة أو ذكرها فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تلك صلاة المنافقين تلك صلاة المنافقين تلك صلاة المنافقين يجلس أحدهم حتى إذا اصفرت الشمس وكانت بين قرني الشيطان أو على قرن الشيطان قام فنقر أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا
[ ص: 65 ] 512 515 - ( مالك ، عن العلاء بن عبد الرحمن ) بن يعقوب المدني ، صدوق . ( قال : دخلنا على أنس بن مالك بعد الظهر ) أي بعد ما صليناها ، ففي مسلم من طريق إسماعيل بن جعفر عن العلاء : أنه دخل على أنس في داره بالبصرة حين انصرف من الظهر وداره بجنب المسجد فلما دخلنا عليه قال : أصليتم العصر ؟ قلنا له : إنما انصرفنا الساعة من الظهر ( فقام يصلي العصر ) زاد إسماعيل : فقمنا فصلينا ( فلما فرغ من صلاته ذكرنا تعجيل الصلاة ) للعصر ( أو ذكرها ) شك الراوي ( فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : تلك ) أي الصلاة المؤخرة ( صلاة المنافقين ) لخروجها عن وقتها ، شبه فعلهم ذلك بفعل المنافقين الذين قال الله تعالى فيهم : ( يراءون الناس ) ( سورة النساء : الآية 142 ) ( تلك صلاة المنافقين ، تلك صلاة المنافقين ) ذكره ثلاثا لمزيد الاهتمام والزجر والتنفير عن إخراجها عن وقتها ( يجلس أحدهم ) غير مبال بها ، زاد إسماعيل : يرقب الشمس ( حتى إذا اصفرت الشمس وكانت بين قرني الشيطان ) أي جانبي رأسه ، يقال إنه ينتصب في محاذاتها عند الطلوع والغروب ، فإذا طلعت أو غربت كانت بين جانبي رأسه لتقع السجدة له إذا سجد عبدة الشمس لها ، وعلى هذا فقوله بين قرني الشيطان أي بالنسبة إلى من يشاهدها عند ذلك ، فلو شاهد الشيطان لرآه منتصبا عندها ، قاله الحافظ . ( أو على قرن ) بالإفراد على إرادة الجنس ، وفي نسخة قرني ( الشيطان ) شك الراوي هل قال بين أو على ؟ قال القاضي : معنى قرني الشيطان هنا يحتمل الحقيقة والمجاز ، وإلى الحقيقة ذهب الداودي وغيره ولا بعد فيه ، وقد جاءت آثار مصرحة بأنها تريد عند الغروب السجود لله تعالى فيأتي شيطان يصدها فتغرب بين قرنيه ويحرقه الله . وقيل معناه المجاز والاتساع وأن قرني الشيطان أو قرنه الأمة التي تعبد الشمس وتطيعه في الكفر بالله ، وأنها لما كانت يسجد لها ويصلي من يعبدها من الكفار حينئذ نهى عن التشبه بهم ، قال النووي : والصحيح الأول . ( قام فنقر أربعا ) أي أسرع الحركة فيها كنقر الطائر ( لا يذكر الله فيها إلا قليلا ) تصريح بذم من صلى مسرعا بحيث لا يكمل الخشوع والطمأنينة والأذكار ، وتصريح بذم تأخير العصر بلا عذر ، وقد تابع مالكا في هذا [ ص: 66 ] الحديث إسماعيل بن جعفر عن العلاء ، أخرجه مسلم بنحوه .

التالي السابق


الخدمات العلمية