صفحة جزء
باب الوقوف بعرفة والمزدلفة

حدثني يحيى عن مالك أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عرفة كلها موقف وارتفعوا عن بطن عرنة والمزدلفة كلها موقف وارتفعوا عن بطن محسر


53 - باب الوقوف بعرفة والمزدلفة

884 871 - ( مالك : أنه بلغه ) ، وأخرجه ابن وهب في موطآته ، قال : أخبرني محمد بن أبي حميد ، عن محمد بن المنكدر ، مرسلا بلفظ الموطأ ، ووصله عبد الرزاق بلفظه عن معمر عن محمد بن المنكدر عن أبي هريرة : ( أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : عرفة كلها موقف ) ، أي أن الواقف بأي جزء منها آت بسنة إبراهيم متبع لطريقته ، وإن بعد موقفه عن موقفي أراد به رفع توهم تعين الموقف الذي اختاره هو للوقوف ، ( وارتفعوا عن بطن عرنة ) - بضم العين ، وفتح الراء ، ونون ، وفي لغة بضمتين - موضع بين منى وعرفات ، وهي ما بين العلمين الكبيرين [ ص: 506 ] جهة عرفة ، والعلمين الكبيرين جهة منى .

( والمزدلفة ) المكان المعروف ، سميت بذلك لأنه يتقرب فيها من زلف إذا تقرب ، وقيل : لمجيء الناس إليها في زلف من الليل : أي ساعات ، والمزدلفة كلها من الحرم ( كلها موقف ) ، وفي حديث جابر : " قد وقفت ههنا ومزدلفة كلها موقف " ( وارتفعوا عن بطن محسر ) - بكسر السين مشددة - بين منى ومزدلفة سمي بذلك لأن فيل أبرهة كل فيه وأعيا ، فحسر أصحابه بفعله ، وأوقفهم في الحسرات ، وإضافته للبيان كشجر أراك ، وبقية رواية عبد الرزاق المذكورة عقب هذا : ومنى كلها منحر ، وفجاج مكة كلها منحر; ففي أي محل وقف أجزأ ، وإن كان الأفضل أن يقف عند الصخرات التي وقف عندها صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم .

قال النووي : وأما ما اشتهر عند العوام من الاعتناء بصعود الجبل ، وتوهمهم أنه لا يصح الوقوف إلا فيه فغلط ، بل الصواب جواز الوقوف في كل جزء من أرض عرفات ، وأن الفضيلة في موقفه - صلى الله عليه وسلم - عند الصخرات ، فإن عجز عنه ، فليقرب منه بحسب الإمكان ، وهذا الحديث قد جاء أيضا موصولا ، عن جابر عند مسلم وغيره ، مرفوعا بلفظ : " وقفت ههنا وعرفات كلها موقف ، ووقفت ههنا وجمع كلها موقف " ، وروى الطبراني ، والديلمي برجال ثقات ، عن ابن عباس ، مرفوعا : " عرفات كلها موقف ، وارتفعوا عن بطن عرنة ، ومزدلفة كلها موقف ، وارتفعوا عن بطن محسر ، ومنى كلها منحر .

التالي السابق


الخدمات العلمية