صفحة جزء
وحدثني مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن رجلا من الأنصار جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بجارية له سوداء فقال يا رسول الله إن علي رقبة مؤمنة فإن كنت تراها مؤمنة أعتقها فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أتشهدين أن لا إله إلا الله قالت نعم قال أتشهدين أن محمدا رسول الله قالت نعم قال أتوقنين بالبعث بعد الموت قالت نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتقها
1512 1463 - ( مالك ، عن ابن شهاب ) الزهري ( عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ) بضم العين وإسكان الفوقية ( ابن مسعود ) أحد الفقهاء ( أن رجلا من الأنصار ) ظاهره الإرسال لكنه محمول على الاتصال للقاء عبيد الله جماعة من الصحابة ، قاله ابن عبد البر وفيه نظر ; إذ لو كان كذلك ما وجد مرسل قط ; إذ والجواب ما رفعه التابعي وهو من لقي الصحابي ، ومثل هذا لا يخفى على ابن عمر ، فلعله أراد للقاء عبيد الله جماعة من الصحابة الذين رووا هذا الحديث ، وقد رواه معمر عن ابن شهاب عن عبيد الله عن رجل من الأنصار أنه جاء بأمة له ، وهذا موصول ، ورواه الحسين بن الوليد عن مالك عن ابن شهاب عن عبيد عن أبي هريرة أن رجلا من الأنصار ( جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بجارية له سوداء ، فقال : يا رسول الله إن علي رقبة مؤمنة ) نذر عتقها أو وجبت عليه بكفارة قتل ونحوه ( فإن كنت تراها مؤمنة أعتقها ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتشهدين أن لا إله إلا الله ؟ قالت : نعم ، قال : أتشهدين أن محمدا رسول الله ؟ قالت : نعم ) أي أشهد بذلك ( قال : أتوقنين بالبعث بعد الموت ؟ قالت : نعم ) أوقن به ، وفيه أنه لا بد مع الشهادتين من الإقرار بالبعث فمن أنكره فليس بمؤمن ، وعليه الإجماع . ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعتقها ) زاد في رواية : " فإنها مؤمنة " قال ابن [ ص: 148 ] عبد البر : وقد جود يحيى لفظ هذا الحديث ، ورواه ابن بكير ، وابن القاسم فلم يذكرا " فإن كنت تراها مؤمنة ، وقالا : يا رسول الله علي رقبة مؤمنة أفأعتق هذه ؟ ورواه القعنبي بلفظ : " أن رجلا من الأنصار أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بجارية له سوداء ، فقال : يا رسول الله أعتقها ؟ فقال لها رسول الله " . الحديث ، فحذف منه " أن علي رقبة مؤمنة " مع أنه فائدة الحديث .

ورواه المسعودي عن عون بن عبد الله عن أخيه عبيد الله عن أبي هريرة قال : " جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بجارية أعجمية ، فقال : يا رسول الله إن علي رقبة مؤمنة أفأعتق هذه ؟ فقال لها صلى الله عليه وسلم : أين الله ؟ فأشارت إلى السماء ، فقال لها : فمن أنا ؟ فأشارت إليه وإلى السماء ، أي أنت رسول الله ، قال : أعتقها فإنها مؤمنة " . أخرجه ابن عبد البر وقال : إنه خالف حديث ابن شهاب في لفظه ومعناه وجعله عن أبي هريرة ، وابن شهاب يقول : رجل من الأنصار : إنه جاء بأمة له سوداء ، وهو أحفظ من عون فالقول قوله ، انتهى . فإن كانت القصة تعددت فلا خلف ، وإن كانت متحدة فيمكن أن لعبيد الله فيه شيخين رجل من الأنصار رواها له عن نفسه ، وأبو هريرة رواها عن قصة ذلك الرجل ، ويؤول قوله قالت : نعم ، على أنها قالت بالإشارة أو أنه وقع منها الأمران ، فقالت : نعم ، باللفظ حين قوله أتشهدين . . . إلخ ، فأشارت إلى السماء حين قوله " أين الله ؟ ومن أنا ؟ " فذكر كل من الزهري وعون ما لم يذكر الآخر ، والعلم عند الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية