صفحة جزء
وحدثني عن مالك عن مسلم بن أبي مريم عن أبي صالح عن أبي هريرة أنه قال نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وريحها يوجد من مسيرة خمس مائة عام
[ ص: 427 ] 1694 1644 - ( مالك عن مسلم بن أبي مريم ) يسار المدني ( عن أبي صالح ) ذكوان السمان ( عن أبي هريرة أنه قال ) كذا وقفه يحيى ورواة الموطأ إلا عبد الله بن نافع ، فقال عن النبي صلى الله عليه وسلم ومعلوم أن هذا لا يمكن أنه من رأي أبي هريرة لأنه لا يدرك بالرأي ، ومحال أن يقول أبو هريرة من رأيه لا يدخلن الجنة ، قاله ابن عبد البر ، وقد رواه مسلم من طريق جرير عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( نساء ) مبتدأ سائغ للوصف بقوله : ( كاسيات ) قال ابن عبد البر : أراد اللواتي يلبسن من الثياب الشيء الخفيف الذي يصف ولا يستر ، فهن ( كاسيات ) بالاسم ( عاريات ) في الحقيقة .

وقال المازري : فيه ثلاثة أوجه : كاسيات من نعم الله عاريات من الشكر ، أو كاسيات لبعض أجسادهن عاريات لبعضه إظهارا للجمال ، أو لابسات ثيابا رقاقا تصف ما تحتها ( مائلات ) عن الحق ( مميلات ) لأزواجهن عنه .

وقال المازري : مائلات عن طاعة الله وما يلزمهن من حفظ فروجهن ، مميلات غيرهن إلى مثل فعلهن ، وقيل : مائلات متبخترات في مشيهن مميلات أكتافهن وأعطافهن ، وقيل : مائلات يمشطن المشطة الميلاء وهي مشطة البغايا ، مميلات غيرهن إلى تلك المشطة ، قال عياض : استشهاد ابن الأنباري على المشطة الميلاء بقول امرئ القيس :

غدائره متشزرات إلى العلى



يدل على أن المشطة ضفائر الغدائر وشدها فوق الرأس فتأتي كأسنمة البخت ، وهذا يدل على أن التشبيه بأسنمة البخت إنما هو بارتفاع الغدائر فوق رءوسهن ، وجمع العقائص هناك وتكثيرها بما تضفر به حتى تميل إلى ناحية من جانب الرأس كما يميل السنام .

قال ابن دريد : ناقة ميلاء إذا مال سنامها إلى أحد شقيها ، وقد يكون معنى مائلات منحطات للرجال مميلات لهم بما يبدين من زينتهن ، والصواب الموافق للغة ما جاءت به الرواية مائلات خلافا لقول الكناني ، صوابه ماثلات ؛ بمثلثة ، أي : قائمات . انتهى ملخصا .

( لا يدخلن الجنة ) مع السابقين أو بغير عذاب ، قال أبو عمر : هذا عندي محمول على المشيئة وأن هذا جزاؤهن ، فإن عفا الله عنهن فهو أهل العفو والمغفرة لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء [ سورة النساء : الآية 48 ] وزاد في رواية مسلم : رءوسهن كأسنمة البخت المائلة .

( ولا يجدن ريحها وريحها يوجد من مسيرة خمسمائة سنة ) وفي مسلم من الطريق [ ص: 428 ] المذكورة : مسيرة كذا وكذا فتفسر برواية الموطأ هذه وأول الحديث في مسلم : " صنفان من أهل النار لم أرهما : قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها ونساء " إلخ .

التالي السابق


الخدمات العلمية