صفحة جزء
وحدثني عن مالك عن نافع أن عبد الله بن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عجل به السير يجمع بين المغرب والعشاء
331 328 - ( مالك عن نافع أن عبد الله بن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عجل ) بفتح العين وكسر الجيم أسرع وحضر ( به السير ) ونسبة الفعل إلى السير مجاز وتوسع ( يجمع بين المغرب والعشاء ) جمع تأخير ، ففي الصحيح من رواية الزهري عن سالم عن أبيه : [ ص: 506 ] " رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا أعجله السير في السفر يؤخر المغرب حتى يجمع بينها وبين العشاء " وتعلق به من اشترط في الجمع الجد في السير ، ورده ابن عبد البر بأنه إنما حكى الحال التي رأى ولم يقل لا يجمع إلا أن يجد به فلا يعارض حديث معاذ قبله ولم يعين غاية التأخير ، وبينه مسلم من طريق عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر : " بأنه بعد أن يغيب الشفق " ولعبد الرزاق عن معمر عن أيوب وموسى بن عقبة عن نافع : " فأخر المغرب بعد ذهاب الشفق حتى ذهب هوي من الليل " ، وللبخاري في الجهاد من طريق أسلم عن ابن عمر : " حتى كان بعد غروب الشفق نزل فصلى المغرب والعشاء جمع بينهما " ، ولأبي داود من رواية ربيعة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر في هذه القصة : " فسار حتى غاب الشفق وتصوبت النجوم نزل فصلى الصلاتين جميعا " .

وجاءت رواية أخرى عن ابن عمر : " أنه صلى المغرب في آخر الشفق ثم أقام الصلاة وقد توارى الشفق فصلى العشاء " أخرجه أبو داود من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن نافع ، ولا تعارض بينه وبين ما سبق لأنه كان في واقعة أخرى ، وهذا الحديث رواه مسلم عن يحيى عن مالك به وتابعه عبيد الله عن نافع بنحوه في مسلم ، وهو في الصحيحين من طريق الزهري عن سالم عن أبيه بنحوه .

التالي السابق


الخدمات العلمية