التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
946 [ ص: 307 ] حديث سابع عشر لعبد الله بن أبي بكر

مالك ، عن عبد الله بن أبي بكر ، عن أبيه أن أبا سلمة بن عبد الرحمن ، أخبره أن أم سليم بنت ملحان استفتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاضت أو ولدت بعد ما أفاضت يوم النحر فأذن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجت .


هكذا هذا الحديث في الموطأ عند جماعة الرواة ، عن مالك فيما علمت ، ولا أحفظه عن أم سليم إلا من هذا الوجه ، وهو منقطع وأعرفه أيضا من حديث هشام ، عن قتادة ، عن عكرمة أن أم سليم استفتت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بمعناه . وهذا أيضا منقطع ، والمحفوظ في هذا الحديث عن أبي سلمة ، عن عائشة قصة صفية . وحديث عائشة في قصة صفية متواتر الطرق ، عن عائشة .

[ ص: 308 ] وأما حديث أبي سلمة ، عن عائشة في ذلك فحدثناه محمد بن إبراهيم ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، أخبرنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا الليث ، عن ابن شهاب ، عن أبي سلمة ، وعروة أن عائشة ، قالت : حاضت صفية بنت حيي بعد ما أفاضت ، قالت عائشة : فذكرت حيضتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحابستنا هي ، فقلت : يا رسول الله إنها قد كانت أفاضت وطافت بالبيت ، ثم حاضت بعد الإفاضة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فلتنفر ورواه ابن وهب ، عن يونس ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن عروة ، عن عائشة مثله . ورواه محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن أبي سلمة ، عن عائشة مثله بمعناه .

وأخبرنا عبد الله بن محمد ، أخبرنا حمزة بن محمد ، حدثنا أحمد بن شعيب ، أخبرنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد ، أخبرني أبي ، عن جدي ، حدثني جعفر بن ربيعة ، عن عبد الرحمن بن هرمز ، عن أبي سلمة أن عائشة ، قالت : حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفضنا يوم النحر وحاضت صفية فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ما [ ص: 309 ] يريد الرجل من امرأته ، فقالت : يا رسول الله إنها حائض ، فقال : أحابستنا هي ، قالوا : يا رسول الله ، قد أفاضت يوم النحر ، قال : اخرجوا .

وقد روى هذا الحديث محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة أن صفية حاضت . . . . . . الحديث .

والصواب عند أهل العلم بالحديث في هذا الإسناد قول الزهري ، عن أبي سلمة ، عن عائشة ، وقد مضى القول في معنى هذا الحديث فيما تقدم في باب عبد الله بن أبي بكر من كتابنا هذا ، والحمد لله وبه التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية