التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
1864 [ ص: 261 ] حديث رابع وعشرون لأبي الزناد

مالك ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : من شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه .


هذا حديث ظاهره كباطنه ، وباطنه كظاهره في البيان عن ذم من هذه حالته وفعله وخلقه عصمنا الله برحمته .

وقد تأول قوم في هذا الحديث أنه الذي يرائي بعمله ، ويري الناس خشوعا واستكانة ، ويريهم أنه يخشى الله حتى يكرموه ، وليس الحديث على ذلك ، والله أعلم .

وقوله : يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه يرد هذا التأويل ، وما يحتاج ذم الرياء إلى استنباط معنى من هذا الحديث وشبهه ؛ لأن الآثار فيه عن النبي عليه السلام وعن السلف أكثر من أن تحصى .

حدثنا خلف بن قاسم ، حدثنا يعقوب بن المبارك ، حدثنا الحسن بن مخلد ، حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني ، حدثنا [ ص: 262 ] سليمان بن بلال ، عن عبيد الله بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي عليه السلام ، قال : لا ينبغي لذي الوجهين أن يكون أمينا .

ومن هذا الحديث والله أعلم أخذ القائل قوله :


إن شر الناس من يكشر لي حين يلقاني وإن غبت شتم

حدثنا عبد الوارث بن سفيان ، حدثنا قاسم بن أصبغ ، حدثنا إبراهيم بن مهران ، حدثنا إسماعيل بن عيسى العطار ، حدثنا علي بن هاشم ، عن إسماعيل بن مسلم ، عن الحسن وقتادة ، عن أنس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كان ذا لسانين في الدنيا جعل الله له لسانين من نار يوم القيامة .

وذكر البزار ، حدثنا محمد بن مسكين بن نميلة ، حدثنا يحيى بن حسان ، حدثنا سليمان بن بلال ، عن كثير بن زيد ، عن الوليد بن رباح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا ينبغي لذي الوجهين أن يكون أمينا عند الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية