التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
147 [ ص: 299 ] حديث حاد وثلاثون لأبي الزناد

مالك ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك .


هكذا قال يحيى في هذا الحديث : لولا أن أشق على أمتي ، لم يزد ، وتابعه جماعة من رواة الموطأ على ذلك ، وقال بعضهم فيه عن مالك : لولا أن أشق على أمتي أو على الناس ، وقال فيه آخرون عن مالك : لولا أن أشق على المؤمنين أو على الناس لأمرتهم بالسواك ، هكذا قال القعنبي ، وعبد الله بن يوسف ، وأيوب بن صالح .

وقال فيه قتيبة : عند كل صلاة ، ولم يقل : أو على الناس ، كل هذا قد روي عن مالك في حديث أبي الزناد هذا .

حدثنا خلف بن القاسم ، حدثنا عبد المطلب بن العباس العمري ، حدثنا محمد بن يوسف بن المنذر ، حدثنا أيوب بن [ ص: 300 ] صالح ، حدثنا مالك بن أنس ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : لولا أن أشق على الناس - أو على المؤمنين - لأمرتهم بالسواك .

وقال ابن عيينة في هذا الحديث : عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بتأخير العشاء والسواك عند كل صلاة .

وقال فيه سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبي هريرة ، عن النبي عليه السلام : لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع الوضوء .

وروي هذا الحديث عن أبي هريرة من طرق شتى ، ورواه عن النبي عليه السلام جماعة من أصحابه ، منهم : جابر ، وزيد بن خالد ، وعائشة ، وأم حبيبة ، وأنس ، وقد مضى القول في السواك في باب ابن شهاب عن حميد وعن ابن السباق من كتابنا هذا فلا معنى لإعادة ذلك هاهنا .

[ ص: 301 ] حدثنا سعيد بن نصر ، قال : حدثنا قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا إسماعيل بن إسحاق ، قال : حدثنا ابن أبي أويس ، قال : حدثني إبراهيم بن إسماعيل ، عن داود بن الحصين ، عن القاسم بن محمد ، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : السواك مطهرة للفم مرضاة للرب .

وحدثنا عبد الوارث بن سفيان ، قال : حدثنا قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل ، قال : حدثنا الحميدي ، قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق ، عن ابن أبي عتيق ، عن عائشة ، قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السواك مطهرة للفم مرضاة للرب وهذان الإسنادان حسنان وإن لم يكونا بالقويين فهي فضيلة لا حكم .

التالي السابق


الخدمات العلمية