التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
1774 [ ص: 241 ] حديث ثان لسهيل

مالك ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة أن رجلا من أسلم قال : ما نمت الليلة ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ولم ؟ قال : لدغتني عقرب ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إنك لو قلت حين أمسيت : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، لم يضرك إن شاء الله .


وروى ابن وهب هذا الحديث ، عن مالك بإسناده مثله ، إلا أنه قال في آخره : لم يضرك شيء .

قال ابن وهب : وحدثني سعيد بن عبد الرحمن الجمحي ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنحو ذلك ، قال : وقال سهيل : فوالله لربما قلتها فضربتني ، فما يمنعني ذلك من حضور العشاء .

قال سعيد : وبلغني أنه من قال حين يمسي : ( سلام على نوح في العالمين ) ، لم تلدغه عقرب .

وفي هذا الحديث من الفقه أيضا : أن كلام الله عز وجل غير مخلوق ، وعلى ذلك أهل السنة أجمعون ، وهم أهل الحديث والرأي في الأحكام ، ولو كان كلام الله أو كلمات الله مخلوقة ، ما أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحدا أن يستعيذ بمخلوق ، دليل ذلك قول الله عز وجل ( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا ) .

[ ص: 242 ] وفيه إباحة الرقى بكتاب الله ، أو ما كان في معناه من ذكر الله ، وفي ذلك دليل على إباحة المعالجة والتطبب والرقى ، وقد مهدنا هذا المعنى في باب زيد بن أسلم ، وتكرر في مواضع من هذا الكتاب ، والحمد لله .

التالي السابق


الخدمات العلمية