التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
1518 [ ص: 157 ] حديث ثان وعشرون لهشام بن عروة

مالك عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن الرقاب أيها أفضل ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها .


هكذا روى يحيى هذا الحديث في الموطأ عن مالك عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة ، وكذلك رواه أبو المصعب ومطرف وابن أبي أويس وروح بن عبادة ، وحدث به إسماعيل بن إسحاق ، عن أبي مصعب عن مالك عن هشام ، عن أبيه مرسلا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم ، سئل عن الرقاب - وهو عندنا في موطأ أبي المصعب عن عائشة .

ورواه قوم عن مالك عن هشام ، عن أبيه مرسلا لم يذكروا عائشة .

ورواه أصحاب هشام بن عروة - غير مالك - عن هشام ، عن أبيه ، عن أبي مراوح ، عن أبي ذر ، وزعم قوم أن هذا الحديث كان أصله عند مالك عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة ، فلما بلغه أن غيره من أصحاب هشام يخالفونه في الإسناد جعله عن هشام عن أبيه مرسلا ، هكذا قالت طائفة من أهل العلم بالحديث ، فالله أعلم .

وعند ابن وهب وحده عن مالك ، عن ابن شهاب ، عن حبيب مولى عروة ، عن عروة أنه سمعه يقول : جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ، أي الأعمال أفضل ؟ قال : إيمان بالله ، قال : فأي العتاقة أفضل ؟ قال : أنفسها عند أهلها ، قال : أرأيت إن لم أجد يا رسول الله ؟ قال : [ ص: 158 ] فتعين الضائع ، أو تصنع لأخرق ، قال : أفرأيت إن لم أستطع ؟ قال : تدع الناس من شرك فإنها صدقة تصدق بها عن نفسك .

هكذا رواه يونس بن عبد الأعلى والحارث بن مسكين وجماعة أصحاب ابن وهب عن ابن وهب عن مالك عن ابن شهاب ، وتابعه البرمكي عن معن عن مالك ، ورواه معمر عن ابن شهاب عن حبيب مولى عروة عن عروة ، عن أبي مراوح ، عن أبي ذر مثل رواية هشام بن عروة سواء في غير رواية مالك .

أخبرنا أحمد بن عمر قال : حدثنا عبد الله بن محمد قال : حدثنا محمد بن فطيس قال : حدثنا يحيى بن إبراهيم قال : حدثنا مطرف قال : حدثنا مالك بن أنس عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل أي الرقاب أفضل ؟ فقال : أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها .

وأخبرنا أحمد بن عبد الله بن محمد قال : حدثني أبي قال : حدثنا محمد بن قاسم والحسن بن عبد الله قالا : حدثنا عبد الله بن علي بن الجارود قال : حدثنا محمد بن النعمان بن بشير المقدسي قال : حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال : حدثني مالك عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثله .

قال ابن الجارود : وحدثنا مسرور بن نوح قال : حدثنا ابن نمير قال : حدثنا روح قال : حدثنا مالك بن أنس عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر مثله .

[ ص: 159 ] قال ابن الجارود : وحدثنا محمد بن يحيى قال : حدثنا مطرف قال : حدثنا مالك بن أنس عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن الرقاب أيها أفضل ؟ فقال : أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها .

قال ابن الجارود : لا أعلم أحدا قال عن عائشة غير مالك ، قال : ورواه الثوري ويحيى القطان وابن عيينة ووكيع وغير واحد عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن أبي مراوح ، عن أبي ذر .

قال أبو عمر : أما حديث الثوري فحدثناه عبد الوارث بن سفيان وأحمد بن قاسم قالا : حدثنا قاسم بن أصبغ قال : حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال : حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا سفيان عن هشام بن عروة ، عن أبي مراوح ، عن أبي ذر قال : سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حسبته قال : أي الرقاب أفضل أنا أشك قال : أنفسها عند أهلها وأغلاها ثمنا .

وأما حديث القطان فحدثنا عبد الوارث بن سفيان قال : حدثنا قاسم بن أصبغ قال : حدثنا محمد بن عبد السلام قال : حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا يحيى قال : حدثنا هشام بن عروة قال : حدثني أبي أن أبا مراوح الغفاري أخبره أن أبا ذر أخبره قال : قلت يا رسول الله ، أي الأعمال أفضل وأحب إلى الله ؟ قال : إيمان بالله وجهاد في سبيله ، قال : فأي الرقاب أفضل ؟ قال : أنفسها عند أهلها وأغلاها ثمنا .

وأما حديث ابن عيينة فحدثنا سعيد بن نصر وعبد الوارث بن سفيان قالا : حدثنا قاسم بن أصبغ قال : حدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي قال : حدثنا الحميدي قال : حدثنا سفيان بن عيينة قال : حدثنا هشام بن عروة قال : أخبرني [ ص: 160 ] أبي ، عن أبي مراوح الغفاري ، عن أبي ذر قال : قلت يا رسول الله ، أي العمل أفضل ؟ قال : إيمان بالله وجهاد في سبيله ، قلت : فأي الرقاب أفضل ؟ قال : أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها .

وذكره البزار ، حدثنا محمد بن أبان قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد عن هشام ، عن أبيه ، عن أبي مراوح ، عن أبي ذر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهكذا رواه حبيب كاتب مالك وسعيد بن داود الزبيدي عن مالك عن هشام ، عن أبيه ، عن أبي مراوح ، عن أبي ذر ، وليس في هذا الحديث معنى يشكل ، ولا يحتاج إلى القول فيه والحمد لله وبه التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية