التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
1760 حديث ثالث وثلاثون لهشام بن عروة

مالك ، عن هشام بن عروة ، عن فاطمة ابنة المنذر ، أن أسماء بنت أبي بكر كانت إذا أتيت بالمرأة وقد حمت تدعو لها ، أخذت الماء فصبته بينها وبين جيبها وقالت : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأمر أن يبردها بالماء .


في هذا الحديث التبرك بدعاء الإنسان الصالح رجاء الشفاء في دعائه ، وفي ذلك دليل على أن الدعاء يصرف البلاء ، وهذا - إن شاء الله - ما لا يشك فيه مسلم .

وفيه تفسير لقوله - صلى الله عليه وسلم - : إن الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء ؛ لأن أسماء حكت في فعلها ذلك ما يدل على أن التبريد بالماء - والله أعلم - هو الصب بين المحموم وبين جيبه ، وذلك أن يصب الماء بين طوقه وعنقه حتى يصل إلى جسده ، فمن فعل كذلك وكان معه يقين صحيح ، رجوت له الشفاء من الحمى إن شاء الله .

[ ص: 228 ] ذكر ابن وهب ، عن مالك وابن سمعان ، عن نافع ، ، عن ابن عمر ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : الحمى من فيح جهنم فأطفئوها بالماء قال نافع : وكان عبد الله بن عمر يقول : اللهم اكشف عنا الرجز . وهذا حديث ليس في الموطأ عند أكثر الرواة ، وهو فيه عند ابن القاسم وابن وهب وابن عفير ، وذكر ابن وهب في صفة الغسل للحمى حديثا مرفوعا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لرجل شكا إليه الحمى : اغتسل ثلاثة أيام قبل طلوع الشمس كل يوم وقل : بسم الله ، وبالله اذهبي يا أم ملدم ، وإن لم تذهب فاغتسل سبعا .

وقد حدثنا سعيد بن نصر ، حدثنا قاسم بن أصبغ ، حدثنا محمد بن وضاح ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا عفان قال : حدثنا همام ، عن أبي حمزة قال : كنت أدفع الناس عن ابن عباس فاحتبست أياما ، فقال : ما حبسك ؟ قلت : الحمى ، قال : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : إن الحمى من فيح جهنم فأبردوها بماء زمزم .

وحدثنا أحمد بن عبد الله ، حدثنا أبي ، حدثنا عبد الله بن يونس ، حدثنا بقي بن مخلد ، حدثنا أبو بكر قال : حدثنا ابن فضيل ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن مقسم ، عن ابن عباس ، أنه كان إذا حم بل ثوبه ثم لبسه ثم قال : إنها من فيح جهنم فأبردوها بالماء .

التالي السابق


الخدمات العلمية