التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
562 حديث سادس وثلاثون لهشام بن عروة

مالك ، عن هشام بن عروة ، عن عباد بن عبد الله بن الزبير أن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرته أنها سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 255 ] قبل أن يموت وهو مستند إلى صدرها وأصغت إليه يقول : اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق ( الأعلى ) .


قال أبو عمر : إذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يدعو بالرحمة والمغفرة ، فغيره أولى أن لا يفتر من الاستغفار وسؤال الرحمة من العزيز الغفار ، ألهمنا الله لدعائه وسؤاله ، والله لا يخيب من دعاه ، ولا يحرم سائله ، ولقد أحسن القائل وهو عبيد :

من يسأل الناس يحرموه وسائل الله لا يخيب



وأما قوله في هذا الحديث : وألحقني بالرفيق فقيل : الرفيق أعلى الجنة ، وقيل : الرفيق الملائكة والأنبياء والصالحون من قوله - عز وجل - : ( وحسن أولئك رفيقا ) .

قال أهل اللغة : رفيقا هاهنا بمعنى رفقاء ، كما يقال : صديق بمعنى أصدقاء ، وعدو بمعنى أعداء .

التالي السابق


الخدمات العلمية