التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
[ ص: 74 ] مالك ، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط

حديث واحد

وهو يزيد بن عبد الله بن قسيط الليثي من أنفسهم يكنى أبا عبد الله وكان من سكان المدينة ، ومعدود في علمائها ، وثقاتها ، وفقهائها .

روى ، عن أبي هريرة ، وابن عمر ، وسمع منهما روى عنه مالك بن أنس ، وعبيد الله بن عمر ، وابن أبي ذئب ، وكان أعرج يجمع من رجله .

قال الواقدي : توفي يزيد بن عبد الله بن قسيط بالمدينة سنة اثنتين وعشرين في خلافة هشام ، وقال غيره سنة ثلاث وعشرين .

أخبرنا أبو القاسم خلف بن القاسم بن سهل بن أسود الحافظ قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن صالح بن عمر المقرئ قال : حدثنا أبو الحسين أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله المنادي المقرئ قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : حدثني أبي أملاه علي إملاء قال : حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا ابن جريج قال : حدثني سفيان بن سعيد ، عن مالك بن أنس ، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط ، عن سعيد بن المسيب أن عمر ، وعثمان قضيا في الملطا ، وفي السمحاق بنصف الموضحة .

قال عبد الرزاق ثم قدم علينا سفيان ، فحدثنا به ، عن مالك ، عن يزيد ، عن ابن المسيب ، عن عمر ، وعثمان مثله ، فلقيت مالكا ، فقلت له : إن سفيان حدثنا عنك ، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط ، عن ابن [ ص: 75 ] المسيب ، عن عمر ، وعثمان أنهما قضيا في الملطا بنصف الموضحة ، فحدثني به ، فقال : لا لست أحدث به اليوم ، وصدق قد حدثته ثم تبسم ، وقال بلغني أنه يحدث به عني ، ولست أحدث به اليوم ، فقال : له مسلم بن خالد عزمت عليك إلا حدثته به ، وهو إلى جنبه ، فقال : لا تعزم علي ، فلو كنت محدثا به اليوم أحدا حدثته ، قلت : فلم لا تحدثني به ؟ قال ليس العمل عليه عندنا ، وذلك أن صاحبنا ليس عندنا بذاك يعني يزيد بن عبد الله بن قسيط .

قال أبو عمر : قد قال مالك في موطئه : لم أعلم أحدا من الأئمة في القديم ، ولا في الحديث قضى ، فيما دون الموضحة بشيء معلوم ، وهذا القول يعارض حديث يزيد بن قسيط هذا ، وحديث يزيد بن قسيط يدفع قول مالك هذا في موطئه ، فما أدري ما هذا ، ولا مخرج له إلا أن يكون لم يصح عنده ، وأما حديثه المسند في الموطأ ، فهو :

التالي السابق


الخدمات العلمية