التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
443 [ ص: 132 ] حديث خامس ليحيى بن سعيد

مالك ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب أنه قال : ما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر ، والعصر يوم الخندق حتى غابت الشمس .


وهذا يستند من حديث ابن مسعود ، وحديث أبي سعيد الخدري ، وحديث جابر ، وبعضها أتم معنى من بعض ، وقد يجوز أن يكون هذا النسيان وارد شغل عظيم .

روى هشام ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن جابر قال جعل عمر بن الخطاب يسب كفار قريش يوم الخندق ، ويقول : يا رسول الله ، والله ما صليت العصر حتى غابت الشمس أو كادت تغيب ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : والله ما صليتها ، ونزلنا معه إلى بطحان ، فتوضأ للصلاة ، وتوضأنا معه ، فصلى العصر بعدما غربت الشمس ، ثم صلى بعدها المغرب .

وأما قوله - صلى الله عليه وسلم - يوم الخندق : شغلونا ، عن الصلاة الوسطى صلاة العصر حتى غربت الشمس ، فقد ذكرنا طرق هذا الحديث في باب زيد بن أسلم ، وذكرنا حديث أبي سعيد الخدري ، وحديث ابن مسعود في باب مرسل زيد - أيضا - ، وفي حديثهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شغل يومئذ ، عن أربع الظهر ، والعصر ، والمغرب ، والعشاء ، وفي حديث جابر [ ص: 133 ] العصر وحدها ، وفي مرسل سعيد الظهر ، والعصر ، والمعنى في ذلك كله سواء ، والحمد لله .

قرأت على عبد الله بن محمد بن يوسف أن محمد بن أحمد بن يحيى حدثهم قال : حدثنا أحمد بن محمد بن زياد قال : حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال : حدثنا يونس بن بكير قال : حدثنا هشام بن سنبر ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن جابر بن عبد الله قال جعل عمر بن الخطاب يسب كفار قريش يوم الخندق ، ويقول : يا رسول الله ما صليت العصر حتى كادت الشمس تغيب ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : والله ما صليتها ، فنزلنا معه إلى بطحان ، فتوضأ للصلاة ، وتوضأنا معه ، فصلى العصر بعدما غربت الشمس ، ثم صلى بعدها المغرب ، وقد تقدم القول في معاني هذا الحديث في باب زيد بن أسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية