التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
1874 [ ص: 172 ] حديث ثامن عشر ليحيى بن سعيد

مالك ، عن يحيى بن سعيد ، عن أبي الحباب سعيد بن يسار أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : من تصدق بصدقة من كسب طيب ، ولا يقبل الله إلا الطيب كان إنما يضعها في كف الرحمن يربيها كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله حتى يكون مثل الجبل .


هكذا روى يحيى هذا الحديث ، عن مالك في الموطأ مرسلا ، وتابعه أكثر الرواة ، عن مالك على ذلك ، وممن تابعه ابن القاسم ، وابن وهب ومطرف ، وأبو المصعب وجماعة ، ورواه معن بن عيسى ، ويحيى بن عبد الله بن بكير ، عن مالك ، عن يحيى ، عن أبي الحباب ، عن أبي هريرة مسندا حدثناه عبد الرحمن بن يحيى قال : حدثنا الحسن بن الخضر قال : حدثنا أحمد بن شعيب قال : حدثنا علي بن شعيب قال : حدثنا معن بن عيسى ، عن مالك ، عن يحيى بن سعيد ، عن أبي الحباب سعيد بن يسار ، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : من تصدق بصدقة ، وذكر الحديث .

حدثنا أحمد بن محمد قال : حدثنا محمد بن عيسى قال : حدثنا يحيى بن عمر ، ويحيى بن أيوب قالا : حدثنا ابن بكير ، عن مالك [ ص: 173 ] وحدثنا عبد الوارث بن سفيان قال : حدثنا قاسم بن أصبغ قال : حدثنا مطرف بن عبد الرحمن قال : حدثنا ابن بكير ، عن مالك ، عن يحيى بن سعيد ، عن أبي الحباب سعيد بن يسار ، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : من تصدق من كسب طيب ، ولا يقبل الله إلا طيبا كان كأنما يضعها في كف الرحمن ، فيربيها له كما يربي أحدكم فصيله أو فلوه حتى يكون مثل الجبل .

قال أبو عمر : موطأ ابن بكير بهذين الإسنادين قرأته على أبي عمر أحمد بن محمد بن أحمد ، وعلى أبي القاسم عبد الوارث بن سفيان - رحمهما الله - بالإسنادين المذكورين .

وأخبرناه - أيضا - أبو القاسم خلف بن قاسم - رحمه الله - قال أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عبد العزيز المؤدب قال : حدثنا ابن بكير ، وهذا الحديث رواه سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبي الحباب ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .

وروي ، عن أبي هريرة من وجوه ، وروته طائفة من الصحابة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو حديث صحيح مجتمع على صحته ، وفيه أن الله - عز وجل - إنما يقبل من الصدقات ما طاب كسبه ، وأريد به وجهه ، والكسب الطيب هو الحلال المحض أو المتشابه ، فإن المتشابه عندنا في حيز الحلال بدلائل قد ذكرناها في غير هذا الكتاب ، وللعلماء [ ص: 174 ] في المتشابه أقاويل أشبهها عندنا من جهة النظر ما ذكرنا ، وبالله توفيقنا ، ومعنى هذا الحديث يعضده قول الله - عز وجل - ( يمحق الله الربا ويربي الصدقات ) قيل لبعض العلماء إن الله قال ( يمحق الله الربا ) وإنما نرى أصحاب الربا تنمى أموالهم ، فقال : إنما يمحق الله الربا حيث يربي الصدقات ، ويضعفها ، وذلك في القيامة إذا نظر العبد إلى أعماله ، فرآها ممحوقة أو مضاعفة كما قال .

روى وكيع ، عن عباد بن منصور ، عن القاسم بن محمد ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن العبد إذا تصدق بصدقة في كف الرحمن قبل أن تقع في كف السائل قال : فيربيها كما يربي أحدكم فصيله أو فلوه حتى إن اللقمة لتصير مثل أحد ، ثم قرأ ( يمحق الله الربا ويربي الصدقات ) .

وفي قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اتقوا النار ، ولو بشق تمرة دليل على عظيم فضل الصدقة .

وروي ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ما أحسن عبد الصدقة إلا أحسن الله الخلافة على بنيه ، وكان في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله ، وحفظ في يوم صدقته من كل عاهة أو آفة .

[ ص: 175 ] وفي فضل الصدقات آثار كثيرة ، ومن طلب العلم للعمل ، وأراد به الله ، فالقليل يكفيه إن شاء الله .

حدثنا خلف بن القاسم حدثنا محمد بن أحمد بن بحير القاضي قال : حدثنا جعفر بن محمد الفريابي قال : حدثنا سليمان بن عبد الرحمن قال : حدثنا الحكم بن يعلى قال : حدثنا عمرو بن الحارث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الخير ، عن عقبة بن عامر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : إن الصدقة لتطفئ على أهلها حر القبور .

أخبرنا خلف بن أحمد قال : حدثنا أحمد بن مطرف قال : حدثنا سعيد بن عثمان القيسي قال : حدثنا أبو البشر عبد الرحمن بن الجارود قال : حدثنا عبد الله بن صالح قال : حدثني حرملة بن عمران ، عن ابن أبي حبيب ، عن أبي الخير قال : سمعت عقبة بن عامر يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس أو قال : يحكم بين الناس .

قال يزيد : وكان أبو الخير لا يخطيه يوم إلا تصدق فيه بكعكة أو بصلة أو شيء .

وحدثنا خلف حدثنا أحمد بن مطرف ، حدثنا سعيد بن عثمان ، حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، حدثنا يحيى بن حسان ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن علي بن حسين قال دعوة المتصدق عليه للمتصدق لا ترد .

التالي السابق


الخدمات العلمية