التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
1769 [ ص: 9 ] أول مراسيل يحيى عن نفسه

حديث ثالث وخمسون ليحيى بن سعيد

مالك عن يحيى بن سعيد أن أبا قتادة الأنصاري قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن لي جمة أفأرجلها ؟ فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : نعم ، وأكرمها . فكان أبو قتادة ربما دهنها في اليوم مرتين ; لما قال ( له ) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( نعم ) وأكرمها .


لا أعلم بين رواة الموطأ اختلافا في إسناد هذا الحديث ، وهو عند جميعهم هكذا مرسل منقطع ، وقد روي عن يحيى بن سعيد عن محمد بن المنكدر عن أبي قتادة وهذا لا يدفع أن يكون مسندا ، ولا ينكر سماع ابن المنكدر من أبي قتادة والله أعلم .

أخبرنا إبراهيم بن شاكر ومحمد بن إبراهيم قالا : حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى قال : حدثنا محمد بن أيوب قال : حدثنا أحمد بن عمرو [ ص: 10 ] بن عبد الخالق البزار قال : حدثنا أحمد بن ثابت قال : حدثنا عمر بن علي المقدمي قال : حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن المنكدر عن أبي قتادة قال : كانت لي جمة ، وكنت أدهنها كل يوم مرة فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أكرم جمتك ، وأحسن إليها . فكنت أدهنها كل يوم مرتين .

حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال : حدثنا قاسم بن أصبغ قال : حدثنا محمد بن الهيثم حدثنا ابن يونس حدثنا خالد بن إلياس عن هشام بن عروة ومسلم بن يسار عن عروة عن عائشة قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أكرموا الشعر .

وحدثنا عبد الرحمن حدثنا علي حدثنا أحمد حدثنا سحنون حدثنا ابن وهب قال : أخبرني مسلم بن خالد عن إسماعيل بن أمية أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يكره أن يرى الشعث .

قال ابن وهب : وأخبرني ابن أبي الزناد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه ، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : من كان له شعر فليكرمه [ ص: 11 ] .

وقد روي في هذا الباب حديثان ظاهرهما معارض لهذا المعنى ، وليس كذلك إن شاء الله .

أخبرنا عبد الوارث بن سفيان وسعيد بن نصر قالا : حدثنا قاسم بن أصبغ قال : حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال : حدثنا علي بن المديني قال : حدثنا يحيى بن سعيد قال : حدثنا هشام قال : حدثنا الحسن عن عبد الله بن مغفل قال : نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الترجل إلا غبا .

أخبرنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا جعفر بن محمد الصائغ حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا ابن المبارك عن كهمس بن الحسن عن ابن بريدة عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهانا عن الإرفاه قلنا لابن بريدة : وما الإرفاه ؟ قال : الترجل كل يوم .

وحدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا جعفر حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا عباد عن محمد بن إسحاق عن عبد الله ابن أبي أمامة عن ابن كعب بن مالك عن أبيه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البذاذة من الإيمان [ ص: 12 ] .

وحدثنا عبد الوارث قال : حدثنا قاسم بن أصبغ قال : حدثنا جعفر بن محمد الصائغ قال : حدثنا عبيد الله بن محمد بن حفص - هو ابن عائشة - قال : أخبرنا حماد بن سلمة قال : أخبرنا محمد بن إسحاق عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عبد الله بن كعب عن أبي أمامة الباهلي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ألا تسمعون ؟ ألا تسمعون ؟ ألا تسمعون ؟ ثلاثا . ألا إن البذاذة من الإيمان .

قال أبو سلمة : والبذاذة الهيئة الرثة .

قال أبو عمر : اختلف في إسناد قوله البذاذة من الإيمان اختلافا يسقط معه الاحتجاج به ، ولا يصح من جهة الإسناد ، وقد روى الثوري عن عاصم بن كليب عن أبيه ، عن وائل بن حجر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له في حديث ذكره : لم أخذت من شعرك ؟ فقال له كلاما معناه : ظننت أنك تكرهه قال : لا وهذا أحسن .

وحدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير حدثنا أبو سفيان السروجي عبد الرحيم بن مطرف ابن عم وكيع بن الجراح قال : حدثنا عمرو بن محمد العنقزي عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن شمر بن عطية عن خريم بن فاتك قال : قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أي رجل أنت لولا خلتان فيك ؟ قلت : يا رسول الله ، وما هما ؟ [ ص: 13 ] قال : تسبل إزارك ، وترخي شعرك . قال : قلت : لا جرم فجز خريم شعره ، ورفع إزاره .

قال أبو عمر : وقد مضى شيء من معنى هذا الباب في باب زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل رآه ثائر الرأس ، واللحية ، ورآه قد رجل شعره : أليس هذا خيرا من أن يأتي أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان ؟ حدثنا عبد الرحمن حدثنا علي حدثنا أحمد حدثنا سحنون حدثنا ابن وهب قال : أخبرني هشام بن سعد عن زيد بن أسلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : نعم الجمال الشعر الحسن يكسوه الله الرجل المسلم

التالي السابق


الخدمات العلمية